تلقى مركز شرطة البطحاء بلاغا من وافد عربي عن مشاهدته لشخص متوفى داخل سيارة داتسون مصندقة، فقامت جهة التحقيق بالانتقال الفوري برفقة الخبراء المختصين، فوجدت جثة لرجل في العقد الرابع من العمر ممدة على مقعد السيارة وتظهر فيها إصابات بالرأس والعينين، ما يشير إلى أن الحادث جنائي. إدارة التحريات والبحث الجنائي في شرطة منطقة الرياض وجدت نفسها أمام لغز محير، الجثة مجهولة الهوية ولا يوجد في الموقع ما يشير لصاحبها، والسيارة مسروقة من وافد آسيوي في العقد الخامس من العمر ويوجد بلاغ عن سرقتها، لكن هذا لم يكن ليثني من عزيمة رجال التحريات، فقاموا باتخاذ جملة من الإجراءات البحثية وعمليات التحري شملت كامل المنطقة التي وقعت فيها الحادثة، وقد توصلت إلى كشف هوية المجني عليه التي كانت بمثابة المفتاح والخيط للوصول إلى هوية القتلة الذين دل أسلوب ارتكاب الجريمة على أنهم أكثر من شخص، فاستمرت التحريات وتحليل علاقات المجني عليه، وقد أسفرت تلك الجهود عن تركز الاشتباه في مجموعة من الأشخاص تم التوصل لهم بعد جهود ومتابعة دقيقة. ورغم حرص الجناة في هذه الحادثة وتخطيطهم المتقن وتوزيع الأدوار فيما بينهم واقتيادهم لضحيتهم بالقوة وعلى سيارة مسروقة وتركه دون هوية وفي مكان بعيد عن مقر سكنهم جميعا، إلا أن ذلك لم يثنِ عزم رجال التحريات والبحث الجنائي فقد أسفرت الجهود عن الوصول إلى الجناة والقبض عليهم الواحد تلو الآخر وعددهم ثمانية أشخاص، ثلاثة منهم وافدون (يمنيون ونيجيري)، وخمسة مواطنين، وقد أكد الثمانية قيامهم بجريمتهم بتخطيط واتفاق مسبق بسبب خلافهم مع المجني عليه، واستطاعوا الدلالة على موقع الجثة والمكان الذي أقدموا على سرقة السيارة منه وتحديد دور كل منهم في القضية، فجرى إيقافهم وسلمت أوراق القضية لفرع هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة الرياض لاستكمال الإجراءات اللازمة.