تظاهر مئات الألاف من جماعة "الاخوان المسلمين" والجماعات السلفية والجهادية وعدد من ائتلافات الثورة بميدان التحرير بوسط القاهرة وعدد من ميادين مصر ، الجمعة 29 يوليو 2011 ، فيما أطلقوا عليه " جمعة لمل الشمل والهوية الاسلامية" ، مطالبين برفض المبادىء فوق الدستورية وتنفيذ أهداف الثورة . ورفع المتظاهرون لافتات مدون عليها عبارة "الديمقراطية تعنى الالتزام برأى الأغلبية".و"نقول للمجلس العسكرى "لا تحزن ان الله معنا " ونقول للثوار : تعالوا الى كلمة سواء ، ونقول للعلمانيين : يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم. وهتفوا : "لا مبادىء دستورية فوق الكتاب والسنة " ، و"لا للعلمانية لا لليبرالية لا للصهيونية .. اسلامية اسلامية" ، و" اسلامية اسلامية لا علمانية ولا مدنية" ، و"الشعب يريد تطبيق شرع الله". وطلب المتظاهرون بالتمسك بالوحدة والتصدي لمحاولات الفرقة التي يسعي إليها البعض . وأعرب عدد من المتظاهرين عن تقديرهم للرئيس المجلس العسكرى الحاكم المشير محمد حسين طنطاوي ، مرددين (ألف تحية للمشير من قلب ميدان التحرير). وأكدوا تأييدهم الكامل للمجلس العسكري ورجال القوات المسلحة الذين حموا ثورة 25 يناير منذ اليوم الأول من مولدها مرددين "الجيش والشعب إيد واحدة"، رافضين في الوقت ذاته ما نادت به بعض القوى والتيارات السياسية بتشكيل مجلس رئاسي مدني لإدارة البلاد. وأعلنت جبهة الإرادة الشعبية المكونة من عدة ائتلافات للقوى الإسلامية عن مطالبها التوافقية السبعة ، و هى : إعطاء صلاحيات كاملة للحكومة للبدء فى اتخاذ إجراءات عملية فى ملف التطهير الشامل لملف الفساد المالى والإدارى، وسرعة محاكمة الرئيس السابق وجميع أركان نظامه، وتنفيذ الوعود المقدمة بخصوص محاكمة قتلة الثوار وفتح التحقيق فى ملف القناصة. وتحديد جدول زمنى واضح للانتخابات البرلمانية والرئاسية وصلاحيات المجلس العسكرى و موعد تسليم إدارة الدولة إلى سلطة مدنية منتخبة، ورفض قيام المجلس العسكرى بوضع تشريعات وإصدار قوانين وقرارات بشكل منفرد تؤثر على مستقبل مصر من دون الرجوع لكافة القوى السياسية والتيارات المختلفة". وقالت الجبهة، إن المطلب الخامس يشمل الإسراع بصرف مستحقات المصابين وتعويض أهالى الشهداء، فيما دعا المطلب الخامس لوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين وإعادة محاكمة من أدينوا أمامها أمام محاكم مدنية، وحبس الضباط المتهمين بقتل الشهداء خاصة بعد ممارستهم الضغط على أهاليهم، وتفريغ الدوائر القضائية لسرعة المحاكمات. وجاءت مليونية اليوم الجمعة وسط أجواء من الارتياح فى ضوء ما تم التوصل اليه من اتفاقات وتفاهمات خلال اليومين الماضيين بين عدد كبير من الأحزاب والقوى والائتلافات السياسية والثورية بأن يتم التركيز خلال مليونية اليوم على القواسم المشتركة بين كافة هذه القوى والابتعاد عن القضايا الخلافية. وكان خطيب وإمام التحرير مظهر شاهين قال فى خطبة الجمعة : إن تواجد الثوار فى الميدان، هو الخطوة الأولى لتحرير بيت المقدس . ووجه رسالة إلى إسرائيل قائلا:"إن المصريين قادمون لتحرير بيت المقدس وإنهم على أتم استعداد للاستشهاد فى سبيل الله". وقال شاهين فى خطبته ا: إن مصر ذات هوية إسلامية والأقباط شركاؤنا فى هذا الوطن لأن المادة الثانية من الدستور بمثابة جبل المقطم ولا يمكن أن يستطيع أحد زحزحتها . وشدد على ضرورة تحقيق باقى مطالب الثورة وتطهير المحليات ومحاكمة الفاسدين داخل القاهرة، وقال إن ميدان التحرير ملك لجميع الشعب وكل أطيافه وأن الجيش المصرى قادر على تحقيق المعجزات، وأنه هو الذى يحمى الثورة المصرية حتى النهاية. وأضاف شاهين : أن الثوار خرجوا يوم 25 يناير للقضاء على الفساد، وأن وحدة المصريين جاءت للقضاء على النظام المنهار، وأن أى دولة أجنبية تحاول الوقيعة بين أفراد الشعب سوف يكون رد الثوار عليها عنيفا. وشهد ميدان التحرير ظاهرة غير مسبوقة منذ اندلاع ثورة 25 يناير , حيث رفع إسلاميون أعدادا كبيرة من العلم السعودي . وعلى إثر ذلك تدخل بعض عقلاء التيارات الإسلامية وطالبوا بإنزال الأعلام كي حتى لايقال أن هناك في الميدان من يروج لأجندات خارجية. وردد آلوف المتظاهرين هتاف : " علي القدس رايحيين.. شهداء بالملايين " خلف الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي الذي طالب الجموع المحتشدة برفع العلم المصري والفلسطيني .. مؤكدا مساندة ثورة 25 يناير للاشقاء الفلسطينيين وأضاف حجازي في كلمة له ألقاها من أعلى منصة اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة أن الثوار المصريين لن يتوانوا عن مساعدة أشقائهم في فلسطين حتى يحصلون على حقهم المغتصب .. مرددا (على القدس رايحين شهداء بالملايين) ومن خلفه جموع المحتشدين بالميدان. وطالب مختلف القوى والحركات والأحزاب السياسية المتنوعة بتوحيد الصفوف والعمل كأيد واحدة من أجل مصلحة البلاد، وأضاف "كلنا مصريون والشعب والجيس إيد واحدة). كما طالب سرعة الانتهاء من محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ورموز نظامه علنيا وبشكل عاجل، وضرورة تطهير جميع مؤسسات وأجهزة الدولة من فلول النظام السابق الذي أفسد الحياة المصرية. من جهته ، طالب الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي مختلف القوى والحركات والأحزاب السياسية إلى الوحدة والبعد عن التخوين، وإعلاء المصلحة الوطنية على أي مصالح فئوية أو حزبية وإحباط محاولات تفريقهم. و في كلمة ألقاها نيابة عنه الشيخ عصام خليل من قلب ميدان التحرير طالب القرضاوى أيضا بالإسراع في تحقيق أهداف الثورة التي حماها المجلس العسكرى منذ مولدها وفق خطة زمنية محددة، وضرورة صرف مستحقات الشهداء وتقديم كل أوجه الرعاية الصحية للمصابين، والإسراع في المحاكمات وملاحقة المفدسين. ودعا شباب الثورة إلى المحافظة على روح ميدان التحرير التي انتشرت منذ ميلاد الثورة وعدم السماح لأي طرف بإجهاض الثورة، كما طالب باستقلال الإرادة المصرية عن أي ضغوط خارجية، وأضاف "لا مجال للفرقة ولا نريد أن نشمت عدونا فينا.. حفظ الله مصرنا من كل سوء وغدر". كما تظاهر الألاف فى عدد من المدن والمحافظات المصرية أبرزها الاسكندرية والشرقية والسويس وسيناء ومطروح ، مطالبين بذات المطالب السابقة.