قالت مصادر ان الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك قد يحاكم الشهر المقبل في منتجع شرم الشيخ الذي يطل على البحر الاحمر حيث يعالج وليس في القاهرة في خطوة يمكن أن تثير غضب محتجين يقولون ان الجيش يريد حماية قائده السابق. ويعالج مبارك (83 عاما) في مستشفى شرم الشيخ الدولي منذ شهر أبريل الذي شهد بدء التحقيق معه وصدور قرار حبسه على ذمة التحقيق واستمرار حبسه على ذمة القضية. ووجهت الى مبارك تهم تتصل بقتل مئات المتظاهرين خلال الانتفاضة التي أسقطته في 11 فبراير. كما أنه متهم باستغلال النفوذ. ووقت احالة مبارك للمحاكمة أعلن رئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار السيد عبد العزيز عمر أن مبارك سيحاكم أمام محكمة جنايات شمال القاهرة. ويشعر المحتجون بخيبة أمل تجاه البطء في محاكمة مبارك الذي يلومونه على قتل أكثر من 840 من المتظاهرين في الانتفاضة عليه والذي أقام نظاما وضعت الثروة والسلطة فيه في أيدي القلة. ويشعر كثير من المصريين بالضيق مما يتردد عن مرض مبارك ويرونه حيلة من المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد من أجل تجنب اذلاله باعتباره قائدا عسكريا سابقا وحائزا على وسام نجمة سيناء عن دوره في قيادة القوات الجوية خلال حرب اكتوبر عام 1973. وقال مصدر قضائي لرويترز "المرجح أن محاكمة مبارك ستجرى في محكمة جنايات شرم الشيخ التي تقيمها وزارة العدل الان للمحاكمة." وأضاف "اذا ساءت حالته الصحية ستعقد المحاكمة في المستشفى الذي يعالج فيه." وستبدأ المحاكمة في الثالث من أغسطس. وينتقد المحتجون الذين بدأوا اعتصاما في ميدان التحرير في الثامن من يوليو الحالي عدم نقل مبارك الى سجن طرة في جنوبالقاهرة الذي نقل اليه ابناه علاء وجمال وعدد من الوزراء والمسؤولين في حكومته والحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يرأسه. وقال اسماعيل جمال (23 عاما) وهو عضو في اللجنة الشعبية لحماية الثورة "هو لم يعد رئيسا ويجب أن يعامل مثل أي شخص متهم بارتكاب جريمة. نريد محاكمات علنية. نريد أن نرى مبارك في المحكمة." وهناك الكثير من التكهنات حول صحة مبارك. وقال محاميه انه مصاب بالسرطان وقال يوم الاحد انه دخل في غيبوبة كاملة. لكن وسائل الاعلام المملوكة للدولة نفت ذلك نقلا عن مدير المستشفى ومسؤولين اخرين قالوا ان صحته مستقرة. ويقول المجلس الاعلى للقوات المسلحة ان محاكمة مبارك والاجراءات القضائية المتعلقة بها يحددها القضاء ووزارة العدل وانه ليس مسؤولا عن أي منها سواء من حيث الوقت أو المكان. وقال مصدر عسكري لرويترز "مكان عقد المحاكمة يخص وزارة العدل وليس القوات المسلحة." ويقول محللون ان المحاكمة تمثل حرجا للضباط. وقال المحلل صفوت الزيات "بالتأكيد هناك أزمة شخصية لدى كبار جنرالات الجيش الذين يقدمون قائدهم الاعلى للمحاكمة. لكن مبارك ليس أي رئيس. لقد ثار الشعب على حكمه ولا سبيل الى تجنب محاكمته." وقال مصدر أمني رفض مثل غيره نشر اسمه بسبب حساسية المسألة ان منتجع شرم الشيخ يمكن أن يكون مكانا أنسب لمحاكمة مبارك من ناحية تجنب المشاكل الامنية التي تثيرها امكانية محاكمته في القاهرة. وقال المصدر "نقل مبارك الى القاهرة للمحاكمة سيكون صعبا جدا من الناحية العملية وكابوسا من الناحية الامنية ان لم يكن خطرا على صحة الرئيس المسن." وفي بعض الاحيان شهدت محاكمات مسؤولين اخرين احتجاجات. القى متظاهرون الحجارة على سيارات الشرطة بعد جلسة محاكمة لوزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي. وبدأت مصر بث لقطات حية من محاكمات المسؤولين السابقين استجابة لمطالب المحتجين. وقال محللون ان اذاعة لقطات من محاكمة مبارك على التلفزيون اذا نقلت المحاكمة يمكن أن يخفف من غضب الناس. وسيقف في قفص الاتهام مع مبارك ولداه علاء وجمال الذي قال محللون وسياسيون ان والده أعده لخلافته. ويواجه علاء وجمال تهما تتصل باستغلال النفوذ والرشوة ومتهم في نفس القضية رجل الاعمال الذي كان مقربا من مبارك حسين سالم الذي ألقي القبض عليه أخيرا في اسبانيا بتهم تتصل بغسل أموال. وقال مصدر اخر "سيسمح لوسائل الاعلام بحضور المحاكمة لكن ما اذا كان مبارك سيحضر يتوقف على حالته الصحية." وأضاف أن المتوقع أن يكون ابنا مبارك حاضرين.