قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الخميس، 12 مايو 2011، ان واشنطن وحلفاءها يبحثون سبل محاسبة سوريا على "الانتقام الوحشي" من المحتجين لكنها لم تصل الى حد القول ان على الرئيس السوري بشار الأسد ان يرحل. وقالت كلينتون التي تزور جرينلاند لإجراء محادثات مع وزراء خارجية دول تشترك في المنطقة القطبية الشمالية ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها يبحثون سبل زيادة الضغوط على الاسد للموافقة على إجراء إصلاحات ديمقراطية وانهاء انتفاضة مستمرة منذ سبعة أسابيع. وقالت "الرئيس الاسد يواجه عزلة متزايدة وسنواصل العمل مع شركائنا الدوليين في الاتحاد الاوروبي وغيره على خطوات اضافية لتحميل سوريا المسؤولية عن انتهاكاتها الصارخة لحقوق الانسان. "اعتقد انه من العدل ان نقول اننا سنحمل الحكومة السورية المسؤولية." وواجهت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما انتقادات شديدة من جماعات حقوق الانسان وغيرها بسبب ما قالت انه رد فعل فاتر على الاضطرابات في سوريا بعد ان تأييد الولاياتالمتحدة بشكل اكبر الانتفاضتين الشعبيتين في كل من مصر وليبيا. وفرضت الولاياتالمتحدة وكذلك الاتحاد الاوروبي عقوبات اقتصادية على مسؤولين سوريين كبار يبدو انهم اهم المسؤولين عن اعمال العنف لكنها حتى الان لم تشمل الرئيس السوري نفسه. ويتناقض رد الفعل هذا بشكل ملحوظ مع رد الولاياتالمتحدة على الموقف في ليبيا حيث تشن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في اوروبا غارات جوية يقولون انها لن تنتهي حتى يتخلى الزعيم الليبي معمر القذافي عن السلطة. وسُئلت كلينتون عن اذا ما كان الاسد قد فقد شرعيته لقيادة سوريا فقالت ان الولاياتالمتحدة "تراقب بتركيز وقلق شديدين بينما تطور الاحداث تحت قيادته." وقالت مشيرة الى الاعتقالات غير القانونية والتعذيب وحرمان المصابين من الرعاية الصحية "تواصل الحكومة السورية رغم الادانة الدولية الواسعة عمليات انتقامية صارمة ووحشية ضد مواطنيها." وانتشرت القوات السورية في أنحاء البلدات الجنوبية يوم الخميس وشددت من قبضتها على مدينتين جديدتين في توسيع للحملة العسكرية ضد المحتجين على حكم الاسد. واشارت كلينتون الى ان الولاياتالمتحدة قد توسع من دائرة عقوباتها بالتنسيق مع حلفائها. وقدم الاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء قائمة بأسماء 13 مسؤولا سوريا تشملهم العقوبات من بينهم شقيق الاسد لكن الاسد نفسه ليس على القائمة. ويقول دبلوماسيون ان الهدف هو طرح الاجراءات العقابية تدريجيا. وقالت كلينتون "نحن نعمل مع شركائنا الدوليين لتحقيق افضل ما يمكن في عقاب هؤلاء الذين يقودون وينفذون السياسات التي تأتي من الحكومة." وقالت وزيرة خارجية الدنمرك ليني اسبرسن في مؤتمر صحفي مشترك مع كلينتون ان الاوروبيين يسعون ايضا الى إجراءات أشد قوة. وقالت "ندعو القيادة السورية الى تنفيذ الوعود التي وعدت بها... عن الاصلاحات السياسية والحوار الوطني. "اذا لم تحقق القيادة السورية الاصلاح فنحن مستعدون لتشديد العقوبات ضد النظام السوري."