عندما استيقظ الكندي داود وارنسبي وأسرته في الواحدة من صباح الاثنين 2 من مايو الجاري في مدينة أبوت آباد الباكستانية على أصوات المروحيات والطلق الناري، لم يتصور أن ما كان يستمع إليه هو عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وذلك بسبب اعتياد أهالي القرية على سماع أصوات الطائرات والمناورات في الأكاديمية العسكرية التي يقطنون بجوارها. ويقول وارنسبي الذي انتقل وزوجته للعيش بجوار جدي زوجته، يقول في مقال نشر في مجلة إيميل البريطانية "في الصباح، تلقينا اتصالاً من صديق في أمريكا كان يشاهد الأخبار ليلاً، وهو علم أن طائرة هيلكوبتر تحطمت في أبوت باد". كما تلقى اتصالاً آخر من صديق أمريكي يخبره أن الرئيس أوباما أعلن أن أسامة بن لادن قد اعتقل وقتل بالقرب من أبوت "بعد الإفطار ذلك اليوم، ذهبت وزوجتي إلى المدرسة حيث تعمل، فوجئنا بأن الطرق بالقرب من منزلنا، و منطقة تدعى بلال تاون، كانت كلها مغلقة من قبل الشرطة ووسائل الإعلام، حينها أدركنا أن كل العيون في العالم تتجه إلى بلدتنا الجبلية الهادئة الصغيرة". ويقول وارنسبي "ما أستطيع تأكيده فقط أن هناك انفجاراً وقع في الليل والطرقات كانت مغلقة في القرى المحيطة بأبوت أباد"، وهو يرى أن موت أي شخص لا يجب أن يحتفل به في الشوارع "ما حدث في الليل على مسافة أميال من منزلي، وتناولته وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، قد يتسبب في إراقة المزيد من الدماء إذا لم تعالج القضية بعناية". ويعرب عن أسفه لسقوط ضحايا 9-11 وأولئك الذين قضوا في أفغانستان والعراق من مدنيين وعسكريين في كافة دول العالم "إذا كان أسامة بن لادن هو الرجل البعبع، وإذا كان هو بالفعل قتل، هل بالإمكان أن نتوقف عن القتل والكراهية؟". ويصف داود وارنسبي علي القلق الذي انتاب الأهالي "جيراني هنا خائفين من ردود الفعل الأمنية، الآباء قلقون من أن المدارس والأماكن العامة غدت مواقع غير آمنة". ويضيف أن مقتل بن لادن وما تلاه من تغطيات إعلامية "لا يغير في الواقع حياة الفقراء هنا في باكستان، فقد زادت حدة الفقر على امتداد العشرين عاماً الماضية". الجدير بالذكر أن داود وارنسبي علي Dawud Wharnsby Ali كندي ولد مسيحيًا كاثوليكيًا عام 1972 وكان مهتما بالموسيقى الشعبية folk music وقد اعتنق الإسلام عام 1993 وتحول للإنشاد.