خرج عمر سليمان المدير السابق للمخابرات المصرية وهمزة الوصل مع إسرائيل والولاياتالمتحدة، إلى الأضواء متأخرا أكثر من اللازم كي ينقذ سيده منذ وقت طويل الرئيس حسني مبارك، أو كي يفرض سلطته بنفسه، بحسب رويترز. وعيّن مبارك (82 عاما) الذي ظل دون نائب على مدى 30 عاما سليمان (74 عاما) نائبا له على عجل يوم السبت. وسليمان لواء سابق ومستشار مقرّب للرئيس، بينما تتزايد حشود المحتجين المطالبين برحيل مبارك. وأعلن سليمان أن لديه تكليفا ببدء حوار مع جميع القوى السياسية بشأن الإصلاحات الدستورية والتشريعية، ولكن ما زال من غير الواضح ما الأطراف التي تتحدث معه.. هذا إذا كان هناك مَن يتحدث معه. وبالنسبة للمحتجين الذين نزلوا إلى شوارع مصر على مدى أسبوع، فإن حديث سليمان عن الإصلاح السياسي ومحاربة الفقر والبطالة والفساد حديث هزيل وتأخر كثيرا. وهتف محتجون بعد تعيينه نائباً للرئيس "حسني مبارك .. عمر سليمان .. الاتنين عملاء للأمريكان". وكانت هناك تكهنات منذ وقت طويل بأن يكون سليمان خليفة لمبارك على الرغم من أن كثيرا من المصريين اعتقدوا أن مبارك سيظل رئيسا مدى الحياة أو سيسلم السلطة لابنه. ورأس سليمان الوفي لمبارك جهاز المخابرات المصرية منذ عام 1993 ولعب دورا دبلوماسيا بارزا في علاقات مصر بإسرائيل وبالفصائل الفلسطينية والولاياتالمتحدة. ويتحدث سليمان الإنجليزية بطلاقة وربما يعرفه المحاورون الأجانب أكثر من المصريين العاديين. وربما يكون المقصود هو أن يكون دوره ضمان انتقال منظم يحفظ موقع الجيش الذي كان قريبا من السلطة منذ انقلاب الجيش على الملكية في عام 1952. ولكن محللين يشككون في أن يقبل المصريون الغاضبون أي صيغة تبقي في الأساس على النظام الحاكم. وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة "الهدف من هذا كله هو كسب الوقت وتهدئة ثائرة الناس في الشوارع.. وإبعاد المحتجين وتقويض الثورة.. ينبغي أن يضع الرئيس حداً لحكمه وأن يرحل.. لا بديل عن ذلك". ومن بين المطالب غير رحيل مبارك إنهاء قانون الطوارئ وتغيير القوانين التي تعطي للحزب الحاكم حق التحكم فيمن سيكون بمقدوره خوض انتخابات الرئاسة وحل البرلمان الذي تشكل العام الماضي عقب انتخابات يعتقد الكثيرون أنها زُورت. وتولى سليمان بوصفه مديراً للمخابرات المصرية ملفات أكثر قضايا الأمن السياسي حساسية. ويُنسب له الفضل في تدبير تفتيت الجماعات الإسلامية المتشددة التي قاتلت الدولة في التسعينيات الى أن سُحقت. وتقول جين ماير مؤلفة كتاب "الجانب المظلم .. كتاب عن الحرب على الإرهاب التي تخوضها الولاياتالمتحدة" إن سليمان كان الشخصية المحورية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في مصر في برنامج نقل السجناء. وهو برنامج سري تعتقل فيه المخابرات الأمريكية المشتبه بهم في قضايا إرهاب من مختلف أنحاء العالم وتنقلهم إلى مصر وغيرها للتحقيق معهم وغالبا ما يكون ذلك بأساليب وحشية. وقالت ماير في أحدث عدد لمجلة (نيويوركر) إن سليمان لديه سمعة بالولاء والفعالية، ولكن "لديه أيضا بعض الجوانب المثيرة للجدل من وجهة نظر مَن يريدون سجلا طيبا في مجال حقوق الإنسان". ولم يعلق سليمان علنا على مزاعم ماير بشأن علاقاته مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والتي قالت ماير ان كتابين آخرين وثقا هذه العلاقة. ولم يتوافر على الفور تأكيد لذلك. وولد سليمان في الثاني من يوليو / تموز عام 1936 في قنا بصعيد مصر. وانضم إلى الكلية الحربية في عام 1954 وتلقى تعليما عسكريا آخر في الاتحاد السوفيتي السابق. كما درس العلوم السياسية في جامعتي القاهرة وعين شمس. وشارك سليمان في حرب اليمن عام 1962 وفي حربي عامي 1967 و1973 ضد إسرائيل. وتولى سليمان مناصب منها مدير المخابرات العسكرية قبل أن يتولى إدارة المخابرات العامة المصرية.