هيمنت ثورة الياسمين التونسية على القمة العربية الاقتصادية الثانية التي اختتمت الاربعاء الأربعاء 19 يناير 2011، في شرم الشيخ بعد تحذيرات اطلقها الامين العام للجامعة عمرو موسى من ان "المواطن العربي في حالة غضب واحباط غير مسبوقة". وقال موسى في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية انه يود ان "يشير الى الهزات المجتمعية التي تتعرض لها المجتمعات العربية". واضاف ان "ما يحدث في تونس من ثورة ليس امرا بعيدا عن موضوع هذه القمة اي التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودرجة توازنها وتصاعدها وشموليتها وحسن توزيعها (...) وليس بعيدا عما يدور في اذهان الجميع من ان النفس العربية منكسرة بالفقر والبطالة والتراجع العام في المؤشرات الحقيقية للتنمية والتي تزخر بالاشارة اليها تقارير دولية وتقارير الاممالمتحدة بصفة خاصة". واشار الى ان كل ذلك "يضاف الى المشكلات السياسية التي لم نستطع حل اغلبها ولم تتمكن القوى الكبرى من حسن ادارتها لم تكن قد زادتها تعقيدا واوردتها موارد الفشل فأدخلت المواطن العربي في حالة غضب واحباط غير مسبوقة". واعتبر موسى الذي تنتهي في مايو المقبل ولايته الثانية، كأمين عام للجامعة العربية واعلن من قبل انه قد يفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية في مصر، اذا قرر الرئيس حسني مبارك الانسحاب من السباق الرئاسي الصيف المقبل، ان "ما نحتاج اليه بكل قوة هو ان نحدد عنوان المرحلة ونحن على ابواب عقد جديد والعنوان في رأيي هو كلمة النهضة". وتعد هذه القمة اول لقاء على مستوى القمة للقادة العرب منذ سقوط الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الجمعة الماضي واضطراره للفرار واللجوء الى السعودية تحت الضغوط الشعبية. وفي كلمة امام الجلسة الافتتاحية بصفته رئيس القمة السابقة، اعرب امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح عن امله في التوصل الى "توافق وطني" في تونس يحفظ لهذا البلد "امنه واستقراره". وقال الشيخ الصباح ان "الكويت تابعت باهتمام بالغ الاوضاع في تونس"، مؤكدا ان بلاده "تحترم خيارات الشعب التونسي الشقيق". واضاف ان الكويت "تتطلع الى تكاتف جهود الاشقاء في تونس لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة (..) والوصول الى توافق وطني يحقق الامن والاستقرار. واكد الشيخ الصباح ان صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والذي يبلغ رأسماله ملياري دولار سيدخل حيز التنفيذ مع انعقاد القمة الاقتصادية الثانية. واوضح انه "تم اتخاذ الخطوات العملية والاجرائية لتنفيذ هذا المشروع الطموح" وسيتم اعتماد لائحته التنفيذية قريبا. اما الرئيس المصري حسني مبارك الذي شهدت بلاده خلال اليومين الماضيين 3 محاولات للانتحار قام بها مواطنون مصريون باشعال النار في اجسادهم، ما ادى الى وفاة احدهم، فتجنب تماما اي اشارة الى الاوضاع السياسية في تونس. واكتفى مبارك بالتأكيد على ان "التعاون الاقتصادي والتنمية لم يعد غايته تحقيق التقدم لشعوبنا وحسب وانما اصبح قضية مستقبل وبقاء ومصير ومطلبا اساسيا من متطلبات الامن القومي العربي" في اقرار ضمني بعمق المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها عدة دول عربية. وقال الرئيس المصري ان "قضية التشغيل واتاحة فرص العمل واحدة من اهم ما نواجهه من تحديات". وتبلع نسبة البطالة في مصر اكثر من 9% وفقا للبيانات الرسمية فيما يعيش 40% من المصريين حول خط الفقر، اي بقرابة دولارين في اليوم، بحسب المنظمات الدولية. وشارك في القمة الاقتصادية الثانية قادة 10 دول هي اضافة الى مصر، الجزائر والسودان والعراق واليمن والكويت وقطر وجيبوتي والصومال وجزر القمر. وغاب عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يعالج في الولاياتالمتحدة وينوب عنه وزير خارجيته سعود الفيصل. كما يغيب عن القمة الرئيس السوري بشار الاشد الذي وصلت العلاقات بينه وبين نظيره المصري مرحلة القطيعة، وينوب عنه رئيس وزرائه ناجي عطري. وترأس رؤساء الوزراء في الاردن والمغرب والامارات وموريتانيا وفلسطين وفود بلدانهم في القمة التي تستغرق يوما واحدا. وكان وزير الخارجية التونسي كمال مرجان وصل الاثنين الى شرم الشيخ، بعيد اعادة تعيينه في الحكومة الجديدة، لتمثيل بلاده في القمة الا انه غادر بشكل مفاجئ مصر قبل بدء اجتماعات القادة صباح الاربعاء. واصدرت القمة بيانا "بشأن مكافحة الارهاب والتدخلات الخارجية" اكدت فيه ان "الملوك والرؤساء العرب يجددون ادانتهم للارهاب بطل صورة واشكاله والتزامهم بالقضاء على اي بؤر ارهابية في اي موقع من الوطن العربي". غير ان القادة العرب، وفق البيان "يعربون عن رفضهم الكامل لما تم رصده من محاولات بعض الدول والاطراف الخارجية التدخل في شؤون الدول العربية بدعوى حماية الاقليات في الشرق"، كما يؤكدون وبحسب البيان الذي اقترحته مصر فان "الملوك والرؤساء العرب يدركون جيدا ابعاد ومرامي هذه التحركات المريبة ويرفضون اي محاولات للتدخل في الشؤون العربية تحت اي مسمى او مبرر".