قد يؤدي التغير المناخي الى اختفاء ثلاثة ارباع الكتل الجليدية في الالب بحلول العام 2100، وكذلك جزء من الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي بحلول العام 3000، في اطار سيناريو اكثر تشاؤما يؤدي الى ارتفاع مستويات البحار باربعة امتار على ما اظهرت دراستان نشرت نتائجهما الاحد 9 يناير 2011. وتبرز هذه الابحاث التي تنشرها مجلة "نيتشر جيوساينس" جانبين من التغيير المناخي لا يسلط عليهما الضوء كثيرا وهما عواقبه على الكتل الجليدية وتأثيره على المدى الطويل جدا. وتعتبر الدراسة الاولى ان الكتل الجليدية الجبلية ستخسر 15 الى 27 % من حجمها بحلول العام 2100. وتحذر الدراسة من ان "ذلك قد يكون له تأثير هائل على الموارد المائية". بعض المناطق ستتأثر اكثر من غيرها نظرا الى ارتفاع الكتل الجليدية وطبيعة الارض وموقعها الذي يتأثر بشكل متفاوت مع التغير المناخي. فنيوزيلندا مثلا قد تخسر ما معدله 72 % من كتلها الجليدية (بين 65 و79 % وفقا لهامش الخطأ) وجبال الالب 75 % (بين 60 و90 %). في المقابل هذه النسبة لن تكون الا 8 % في ما يتعلق بالكتل الجليدية في غرينلاند و10 % في سلاسل الجبال العالية جدا في آسيا. وسيؤدي ذوبان هذه الكتل الى ارتفاع في مستوى البحر معدله 12 سنتمترا بحلول نهاية القرن الحالي على ما تشير هذه الدراسة. هذا الرقم الذي يأخذ في الاعتبار تمدد المحيطات عندما تزيد سخونتها يتوافق بشكل كبير مع تقديرات الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في تقريره الاخير العائد للعام 2007. وانجزت عالتا الجيوفيزياء فالنيتنا راديتش وريجين هوك من جامعة الاسكا حساباتهما استنادا الى محاكاة معلوماتية ترتكز الى بيانات جمعت عن اكثر من 300 كتلة جليدية بين العامين 1961 و2004. واستندت العالمتان الى سيناريو وسطي للفريق الحكومي الدولي الذي مزج بين النمو الديموغرافي والاقتصادي واللجوء الى مصادر طاقة ملوثة نسبيا. ويتوقع هذا السيناريو ارتفاعا في حرارة الارض قدره 2,8 درجة مئوية خلال القرن الحادي والعشرين. وهذا النموذج لا يأخذ في الاعتبار الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي وغرينلاند اللذين يضمان 99 % من المياه العذبة في العالم. ففي حال تعرض احدهما لذوبان غير متوقع سيزيد مستوى المحيطات عدة امتار غامرا عددا كبيرا من المدن الساحلية. وفي حال ذوبان الجزء الغربي من القطب الجنوبي فان رتفاع مستوى المحيطات سيصل الى اربعة امتار. هذا السيناريو الكارثي يبرز في الدراسة الثانية التي انجزتها جامعة كالغاري في كندا التي اهتمت بجمود الغازات المسببة لمفعول الدفيئة التي ما ان تنبعث في الجوب تبقى فيه لقرون. واشارت الدراسة الى ان الاحترار المناخي سيتواصل لعدة قرون اضافية حتى لو توقف كل انبعاثات غازات الدفيئة بحلول العام 2100. وتستند هذه الدراسة الى سيناريو اخر للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ هو اكثر تشاؤما من الاول بشأن انبعاثات غازات الدفيئة ويتوقع ارتفاعا في الحرارة قدره 3,4 درجات مئوية بحلول نهاية القرن الحالي. وفي هذه الحالة فان ارتفاع حرارة الاعماف الوسطية للبحار الجنوبية قد يؤدي الى "انهيار كبير" للغطاء الجليدي الغربي في القطب الجنوبي بحلول العام 3000.