أكد مشاركون في ختام (مؤتمر الأخطاء الطبية من منظور طبي وشرعي)، الخميس 6 يناير2011، أنه يجب تطوير لائحة الجزاءات الطبية ودراستها من قبل الجهات ذات العلاقة، ووضع آلية لتنفيذها وإلزام التأمين الطبي ضد الأخطاء التي تصدر من العاملين في المجال الطبي، ومراقبة شركات الأدوية ومحاسبتها لما قد يحدث من آثار جانبية. وأوصى المشاركون فيما يختص بحماية الأطباء والعاملين والفنيين في القطاع الطبي أنه يجب إلزام المدعي بوديعة مالية تسترد في حالة ثبوت الخطأ الطبي ولا تحول أوراق القضية للجنة الشرعية الطبية إلا بعد ثبوت الخطأ وتفعيل نظام الكفيل الغارم من قبل مؤسسات التأمين لعدم تعطل العمل وقيام وسائل الإعلام بالإنصاف وعدم المبالغة في الخطأ الطبي وسن قوانين جزائية ضد الجهات الإعلامية إذا ثبت أن الخطأ الطبي غير صحيح ومراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية للعاملين في المجال الطبي عند التحقيق والنظر في تعويض العاملين في القطاع الصحي جراء الدعاوى الباطلة ومشاركة المؤسسات الصحية في الخطأ عند ثبوته ضد أحد العاملين فيها. كما قدم المؤتمر توصيات عامة طالبت بوجود متخصصين طبيين في دوائر الفتيا بدلا من الفتاوى العامة واطلاع المفتين على الجديد في الأمور الطبية وإنشاء إدارة موحدة على مستوى الدولة للنظر في الشكاوى والأخطاء الطبية. وتحدث رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور عبدالقادر رضا علام أن إقامة جامعة طيبة لهذه الفعاليات جاءت انطلاقا حرص الجامعة لمعالجة مشكلة الأخطاء الطبية التي تظهر بين حين وآخر ، مبيننا أن التوصيات سيكون لها الفائدة للجميع فالأخطاء الطبية ظاهرة عالمية تؤرق العاملين في المجال الصحي والمرضى ولها تبعات سلبية على الطبيب والمريض. وأشار إلى أن المؤتمر استعرض تعريف الأخطاء الطبية وأسبابها والوقاية منها وآلية وإجراءات التقاضي وبيان حقوق المريض والعاملين في القطاع الطبي ودور الإعلام في معالجة قضايا الأخطاء الطبية. وتلا رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر الأخطاء الطبية من منظور طبي وشرعي الدكتور نعيم مخدوم توصيات المؤتمر التي اشتملت على قيام الهيئات التعليمية بتنمية الوازع الديني لدى العاملين في القطاع الصحي وإلزام التعليم الطبي والتدريب المستمر للأطباء والتأكيد على إلزام تدريس مادة الأخلاق الطبية لطلاب الكليات الصحية وكليات الطب وإصدار مجلات دورية عن الأخطاء الطبية وتشجيع دعم الأبحاث في سلامة المرضى والأخطاء الطبية وإنشاء كراسي علمية عن الأخطاء الطبية في الجامعات السعودية وكذلك إقامة مؤتمرات سنوية عن الأخطاء الطبية وإنشاء برامج للدراسات العليا في مجالات القضايا الطبية. وذكر الدكتور مخدوم أن التوصيات تناولت المستشفيات والهيئات العلاجية من خلال تطبيق معايير الجودة وسن القوانين التي تحد من الأخطاء وتوفير الأجهزة وصيانتها للتشخيص والعلاج وعمل لقاءات لكل وحدة متخصصة للعاملين فيها لمناقشة الأخطاء وإيجاد آلية لمراقبة الملفات الطبية والمستندات عند الاشتباه وعدم العبث بها وإنشاء وحدات لرصد الأخطاء الطبية في المستشفيات الحكومية والخاصة وربطها بقاعدة بيانات لدى وزارة الصحة والحرص على عدم عمل الممارس إلا في مجال تصنيفه من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وأضاف أن الخدمات الصيدلانية تناولتها التوصيات من خلال تطوير نظام صرف الأدوية ومراجعة الوصفات الطبية لعدم تعارض الأدوية مع بعضها ، وفيما يختص الهيئات الإعلامية فيجب نشر الوعي الصحي للمجتمع عن طريقها وتخصيص صفحات طبية يومية شرف عليها أطباء وتخصيص الإعلام لمحرر طبي له خبرة في الشئون الطبية عند وجود قضية خطأ طبي. من جهة ثانية، عبر عدد من المشاركات في مؤتمر الأخطاء الطبية من منظور شرعي وطبي الذي نظمته جامعة طيبة بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة واختتم فعالياته اليوم عن انطباعهن حول ما دار في جلسات المؤتمر. ووصفن جلسات المؤتمر بأنها ناجحة بكل المقاييس وان المؤتمر ناقش وعالج الجوانب الحيوية والمهمة التي نحتاجها في وقتنا الحالي من منظور شرعي وطبي مؤكدات أن المؤتمر جاء لحصر الأخطاء الطبية والتقليل منها وكيفية تحديد المسؤولية في مسبباتها لتقديم الحلول وتوضيح العلاقات بين زيادة الوعي الثقافي والحد من الأخطاء بتكاتف الجهود من جميع القطاعات والهيئات الصحية الشرعية. وذكرت عميدة جامعة طيبة الدكتورة بسمة جستينيه أن المؤتمر يهدف إلى حصر الأخطاء الشائعة في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات وتوضيح أهم العلامات الطبية الشرعية في الصفة التشريحية الناتجة عن الأخطاء الطبية وإبراز دور الهيئات الصحية الشرعية في التقليل من الأخطاء وكيفية تحديد المسؤولية في مسبباتها واستطلاع الدور الإعلامي للحد منها وتوضيح العلاقات بين زيادة الوعي الثقافي والحد من الأخطاء والعلاقة بين الهيئة الصحية الشرعية والأخطاء الطبية والإعلام والتوعية الثقافية الطبية والأخطاء الطبية ومناهج الكليات الصحية والأخطاء الطبية ودراسات أكاديمية وميدانية على الأخطاء الطبية ، مؤكدة أن جامعة طيبة تهدف إلى تنويع ما تقدمه من أنشطة موجهة لمجتمع المدينة. ورأت وكيلة كلية الطب بجامعة طيبة استشارية أمراض النساء والتوليد الدكتورة فوزية حبيب أن محاور المؤتمر غطت معظم الجوانب التي ترتبط بالأخطاء الطبية من منظور شرعي وطبي بعد إدارت جلسة من جلسات المؤتمر وتقديمها لورقة عمل بعنوان " الخطأ الطبي في غرف عمليات النساء والتوليد " ، منوهة بجلسات المؤتمر وصلتها الوثيقة وتناولها وطرحها لمختلف الأفكار التي احتوت على عدد من الأبحاث التي أثرت الجلسات للطرح المتميز مما يعطي الفرصة الكافية لمعرفة محتوى البحث وفحواه. وأشارت إلى أن جلسات المؤتمر وأبحاثه التي طرحت من قبل الأساتذة والمتخصصين حقق النجاح متمنية تطبيق التوصيات ذات الأهداف النبيلة. من ناحيتها شكرت أستاذ الفقه وأصوله المساعد بجامعة أم القرى الدكتورة تغريد مظهر يحيى بخارى كرم الضيافة وحسن الاستقبال من قبل جامعة طيبة ، مبرزة التخطيط الجيد ظاهر للمؤتمر الذي حوى فوائد جليلة وتوصيات كثيرة والتي نطمح أن تخرج من حيز التنظير إلى حيز التنفيذ ليحقق المؤتمرأهدافه. من جهتها عدت رئيسة قسم النساء والولادة بمستشفى الولادة بالمدينةالمنورة الدكتورة جيهان الحازمي الحديث عن الأخطاء الطبية من منظور شرعي وطبي مواكبة لقضايا المجتمع وهذا الأمر ليس بمستغرب على جامعة طيبة التي اعتبرتها النموذج الناجح باقتدار في استثمار الدعم الحكومي لمؤسسات التعليم العالي لإعداد شباب الوطن وتوظيف طاقته واستثمارها الفاعل في سباق التحدي الذي تخوضه بلادنا على مختلف الأصعدة. واعتبرت أستاذ الأحياء الدقيقة بكلية الطب بجامعة طيبة الدكتورة ندا عبد المحسن محمد فكرة المؤتمر بحد ذاته رائده خاصة أن الأخطاء الطبية لم يسلم منها المجتمع والعالم بأسره وعدت مناقشة الظاهرة من خلال الأبحاث العلمية المطروحة في جلسات هذا المؤتمر لامست الواقع الذي نعيشه وأعطت حلولا تسهم في الحد منها. وامتدحت وكيلة كلية الصيدلة بجامعة طيبة الدكتورة إيمان الفضلي أن الأبحاث التي ألقيت في جلسات المؤتمر ووصفتها بالموضوعية والقوية في مادتها العلمية دلالة على الجهد الذي بذله الباحثون. من جهتها أكدت استشاري علم الأمراض بكلية الطب جامعة طيبة الدكتورة حنان سليمان عبد الحميد أن المؤتمر حوى الكثير من البحوث العلمية القيمة والتي كان لها اثر الايجابي على كل من حضره. يذكر أن المؤتمر نظمته جامعة طيبة بالمدينةالمنورة ممثلة في كلية الطب خلال الفترة من 4 – 6 يناير 2011، وشارك في اللقاء الختامي عدد من الأطباء والشرعيين.