أظهر استطلاع رأي أن 3 من بين كل 4 أشخاص، اتفقوا على أنه من غير الآمن استخدام البرمجيات المقلدة باعتبارها برمجيات أصلية، حيث تعتبر سرقة الهوية وفقدان البيانات من بين المخاوف التي تثير قلقهم. كما كان هنالك أيضاً دعوة قوية للحكومة والجهات المعنية بمكافحة هذه الظاهرة لاتخاذ إجراءات ضد مقلدي البرمجيات. وكانت "مايكروسوفت" أطلقت الاستطلاع مؤخراً الذي شمل أكثر من 38.000 رجل وامرأة في 20 دولة حول العالم، بشأن تصوراتهم حول البرمجيات المقلدة. ووفرت نتائج الاستطلاع بعضاً من أدق الأدلة حتى الآن، والتي تشير إلى أن الناس حول العالم يرون خطراً حقيقياً من جراء استخدام مثل هذه البرمجيات.. وتعقد "مايكروسوفت" كل عام ما يعرف ب "يوم عمل المستهلكين" (Consumer Action Day) بهدف لفت الانتباه لمسألة تقليد البرمجيات حول العالم. وعقدت فعاليات الحدث لهذا العام في فروع شركة "مايكروسوفت" بهدف تسليط الضوء على التقنيات الحديثة لمكافحة التقليد بالإضافة إلى الأنشطة التثقيفية والموارد اللازمة لمساعدة المستهلكين على حماية أنفسهم، فضلاً عن دعم "مايكروسوفت" للحكومات في إطار سعيها إلى إنفاذ القوانين ذات الصلة في بلدانها. وقال ديل ووترمان، محامي شركة "مايكروسوفت" لشؤون مكافحة القرصنة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: "نتلقى شكاوى عديدة حول البرمجيات المقلدة من المستهلكين من كل مكان. ويسأل هؤلاء عما يمكن القيام به لحماية أنفسهم، حيث إنهم بحاجة إلى إجراءات فعالة وأن تضطلع الحكومات والجهات المعنية باتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الإطار. ونحن ملتزمون من جهتنا بتقديم كل ما في وسعنا لمساعدتهم". ووفقاً للبيانات التي صدرت اليوم، فإن 75% من المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع حول العالم قالوا انهم يعتقدون بأن البرامج الأصلية هي أكثر أماناً واستقراراً وأسهل لعمليات التحديث. إلا أن وجود نسخ مقلدة عالية الجودة في السوق اليوم يجعل من الصعب على المستهلكين التمييز بين البرمجيات المقلدة والأصلية. وأشار غالبية من شملهم الاستطلاع إلى أنهم سيختارون البرمجيات الأصلية، في حين أن أقل من نصف الذين تم استطلاع آراؤهم يعتقدون بأن المستهلكين يمكنهم اكتشاف البرمجيات المقلدة فيما لو أرادوا ذلك. وأضاف ووترمان بأن شركة "مايكروسوفت"، وبالتعاون مع سلطات إنفاذ القوانين المحلية، قد عملت بنشاط لحماية المستهلكين المحليين من مخاطر البرمجيات المقلدة. وقال في هذا الإطار: "تم مؤخراً تنفيذ حملة مداهمات من قبل السلطات المحلية على ثلاثة موزعين للبرمجيات في دبي ممن كانوا يبيعون نسخاً مقلدة بدرجة عالية لبرمجيات "مايكروسوفت". ولأن البرمجيات المقلدة يتم استيرادها من الخارج، خاصة من الصين، فقد شاركنا في ورشة عمل لجمارك دبي حول حقوق الملكية الفكرية، وهي ورشة عمل سنوية تهدف إلى تزويد الجهات المعنية بإنفاذ القوانين بأحدث التقنيات في مجال مكافحة تقليد البرامج ومساعدتها على مواجهة جريمة انتهاك حقوق الملكية الفكرية المنظمة والعابرة للحدود". وقام فيجو توماس، أحد المقيمين في دبي هذا الأسبوع بتقديم نسخة مقلدة بدرجة عالية إلى شركة "مايكروسوفت" من أجل فحصها وذلك بعد الاتصال مع الشركة من خلال الخط الساخن لمكافحة القرصنة، حيث أبلغ عن قيامه بشراء نسخة مقلدة عن غير قصد. وقال: "قمت بشراء نسخة من برنامج "ويندوز إكس. بي" من متجر في دبي مقابل 625 درهم إماراتي. ثم قمت بتنصيب البرنامج على جهاز الكمبيوتر الخاص بي، حيث تظهر الآن رسالة مفادها بأن البرنامج غير أصلي. وجاء هذا البرنامج ضمن قرص مضغوط مع صورة ثلاثية الأبعاد وترخيص، حيث تم تغليفه على أنه حزمة متكاملة تبدو كأنها حزمة حقيقية، إلا أنها في الواقع عبارة عن نسخة مقلدة. لقد تم خداعي من قبل هذا المتجر". وتبدو مثل هذه التعليقات شائعة، حيث أرسل مستهلك آخر من الإمارات رسالة إلى "مايكروسوفت" تقول "كل مرة أحاول فيها تحديث برنامج "ويندوز ميديا بلاير" تظهر لي رسال تقول بأنني ربما أكون ضحية برنامج مقلد لا يسمح لي باستخدام هذا البرنامج". وفي حين يقوم المستهلكون بدورهم من حيث الإبلاغ عن البرمجيات المقلدة، فهم أيضاً ينتظرون من الحكومات والجهات المعنية أن تقوم باتخاذ إجراءات للحد من هذه المشكلة. وقد دعا 65% ممن استطلعت آراؤهم الحكومات إلى التحرك، في حين وافق 72% منهم على أنه ينبغي على قطاع صناعة البرمجيات نفسه أن يقوم بالمزيد من الجهود في هذا الإطار. كما اتفق 75% ممن استطلعت آراؤهم على أن المستهلكين بحاجة إلى وسائل تحميهم من الشراء غير المقصود للبرمجيات المقلدة. وقال المستشار الدكتور محمود محمد الكمالي، مدير عام معهد التدريب والدراسات القضائية في الإمارات: "تقوم شركة "مايكروسوفت"، في إطار جهودها الرامية إلى التثقيف و التوعية بحماية حقوق الملكية الفكرية في دولة الإمارات، و ذلك بالتنسيق والاشتراك مع الجهات المعنية لتنظيم مبادرات مختلفة مثل المائدة المستديرة التي عقدت أواخر شهر نوفمبر الماضي، حيث اجتمع عدد من القضاة ووكلاء النيابة العامة والمسؤولين من الجهات ذات الصلة بانفاذ القانون، لمناقشة سبل حماية حقوق الملكية الفكرية، مع الاخذ في الاعتبار الحالات الخاصة بكل دولة وأفضل الممارسات التي يمكنهم اتباعها. ويأتي ذلك استكمالاً للجهود المبذولة في مجال تدريب فرق إنفاذ القوانين التابعة للهيئات الحكومية الاتحادية والمحلية". من جانبه، قال جواد الرضا، رئيس "جمعية منتجي برامج الكمبيوتر التجارية" في منطقة الخليج: "تظهر نتائج هذا الاستطلاع تزايد حاجة كل من الجهات الحكومية والمؤسسات العاملة ضمن قطاع صناعة البرمجيات إلى تثقيف وتوعية المستهلكين حول ظاهرة القرصنة والبرمجيات المقلدة. ولا يرغب المستهلكون بشراء البرمجيات المقلدة، حيث إنهم يدركون مدى ضررها، حيث إنها في واقع الأمر تعتبر ضارة لكافة المستخدمين في كل مكان. إلا أن المستهلكين بحاجة إلى أن يكونوا أكثر وعياً حول مخاطر الحماية والخصوصية التي تواجههم عند استخدام البرمجيات المقلدة". وتوصي شركة "مايكروسوفت" بأن يتحقق المستهلكون فيما إذا كانت برامجهم قادرة على تجاوز اختبار "التحقق من صحة ويندوز" (Windows validation test) سواء قاموا بشراء هذه البرامج عن طريق الإنترنت أو المتاجر أو كانت محملة مسبقاً على أجهزة الكمبيوتر.