قالت مارجريت سكوبي السفيرة الامريكية لدى القاهرة في برقية دبلوماسية مسربة ان الرئيس المصري حسني مبارك الذي يتولى السلطة منذ 1981 من المرجح أن يترشح لفترة ولاية سادسة في 2011 وسيفوز "حتما" ويبقى في منصبه حتى وفاته. وفي برقية بتاريخ مايو 2009 سربها موقع ويكيليكس وصحيفة الجارديان البريطانية قالت سكوبي ان الشكوك تسود حول من سيخلف مبارك (82 عاما). واشارت الى نجله جمال السياسي البارز في الحزب الحاكم على انه "المرشح الاكثر ترجيحا". وقالت أيضا ان رئيس المخابرات عمر سليمان قد يسعى للمنصب كما قالت ان عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية قد يخوض الانتخابات. وظهرت البرقية بعد اربعة ايام من تحقيق الحزب الحاكم الذي يتزعمه مبارك فوزا كبيرا متوقعا في الانتخابات البرلمانية التي نددت بها المعارضة ووصفتها بانها مزورة وشابهتا عمليات بلطجة وحشو صناديق الاقتراع. وكتبت سكوبي في البرقية السرية لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قائلة "برغم المناقشات الهامسة المتواصلة فلا يوجد أحد في مصر على يقين بمن سيخلف مبارك في نهاية المطاف ولا تحت أي ظروف." وستجري مصر أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان ثاني انتخابات رئاسية تعددية العام المقبل. وأدى اقتراب موعد الانتخابات الى تكهنات عما اذا كان مبارك سيسعى لفترة ولاية سادسة. ويشير مسؤولون الى ان مبارك سيسعى لفترة ولاية سادسة اذا كان قادرا على ذلك. وترددت شائعات حول حالته الصحية منذ ان خضع لجراحة في مارس اذار لكنه عاد الان ليمارس جدول اعماله بالكامل. واذا لم يترشح مبارك يتوقع كثيرون أن نجله جمال (46 عاما) قد يخوض انتخابات الرئاسة أو أن يظهر مرشح اخر له خلفية عسكرية. وقالت سكوبي "يبدو أن نموذج مبارك كزعيم قوي ولكنه عادل سيستبعد فيما يبدو جمال مبارك الى حد ما مع الوضع في الاعتبار افتقار جمال للخبرة العسكرية وقد يفسر ذلك عدم تدخل مبارك في مسألة الخلافة. "في الواقع يبدو انه يضع ثقته في الله والجيش الموجود في كل مكان والخدمات الامنية المدنية لضمان انتقال سلس للسلطة." وقالت سكوبي ان مبارك كثيرا ما قاوم دعوات أمريكية لمصر لادخال اصلاحات سياسية وتخفيف "السيطرة المتفشية" لقوات الامن. وأضافت سكوبي أن مبارك احكم قبضته على السلطة وأبعد مستشارين وهمش المعارضة وهذه رؤية يرددها محللون كخطوة قد تمكن المتطرقين الذين يقولون ان الدولة الاسلامية لا يمكن أن تقوم الا بالقوة. ويقول محللون ان سحق منتقدي الحكومة الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية يبدو عرضا قمعيا للقوة من قبل السلطات التي تشعر بالقلق من المعارضة قبل انتخابات الرئاسة. وقالت سكوبي "يبقى عمر سليمان ووزير الداخلية حبيب العادلي الوحوش المحلية تحت السيطرة وليس مبارك بالشخص الذي يشعر بالقلق ازاء نهجهما." ووصفت مبارك بانه "واقعي موثوق وحقيقي وحذر بالفطرة ومحافظ ولديه القليل من الوقت لتحقيق الاهداف المثالية. "يشارك جمال مبارك وحفنة من وزراء الاقتصاد في الشؤون الاقتصادية والتجارية ولكن مبارك سيقاوم على الارجح المزيد من الاصلاحات الاقتصادية اذا نظر اليها على انها قد تكون ضارة للنظام العام والاستقرار." ويقول محللون ان كثيرا من المصريين يرتابون بشدة في أي اصلاحات اقتصادية ويرون انها موجهة لتجعل الاثرياء أكثر ثراء على حساب الفقراء. وقالت سكوبي "تباطأت قوة دفع الاصلاح الاقتصادي وفشلت معدلات الناتج المحلي الاجمالي المرتفعة في السنوات الاخيرة من انتشال الطبقات الدنيا في مصر من براثن الفقر." واضافت سكوبي أن معدلات التضخم المرتفعة والاضطراب المالي العالمي نجم عنهما فقر مدقع وفقدان للوظائف.