بحثت قوات الأمن اليمنية, السبت 30 أكتوبر 2010, عن متشددين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة يقفون وراء مؤامرة لتفجير أهداف يهودية في شيكاغو تم الكشف عنها من خلال اعتراض طردين مفخخين في دبي وبريطانيا أرسلا من اليمن إلى الولاياتالمتحدة. وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بألا يدخر المسؤولون الأمريكيون جهدا لمعرفة مصدر الطردين، واصفا إياهما "بتهديد إرهابي فعلي" يستهدف مكاني عبادة لليهود. وقالت شرطة دبي، السبت 30 أكتوبر، إن طردا اكتشف في دبي كان يحتوي على قنبلة مخبّأة في طابعة، مشيرة إلى أنه يحمل بصمات تنظيم القاعدة. وأوضحت الشرطة أنها عثرت على مادة بيتن في عبوة الحبر الخاصة بالطابعة داخل الطرد، وهي نفس المادة المستخدمة في محاولة فاشلة لتفجير طائرة فوق الولاياتالمتحدة في ديسمبر 2009. وأضافت, في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات, أن الطرد يحتوي على مادة "بيتن وايزايد الرصاص وهي مادة شديدة الانفجار تستخدم في صواعق التفجير". وتابع البيان أن الطرد "عبارة عن طابعة كمبيوتر تحتوي على مواد متفجرة وضعت في الحبر الخاص بالطابعة وقد أعدت بطريقة احترافية تعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف النقال (المحمول) أخفيت داخل الطابعة.. أسلوب الاستهداف يحمل خصائص مشابهة لأساليب سابقة نفذتها تنظيمات إرهابية كتنظيم القاعدة"، منوهة إلى أن خبراء في شرطة دبي أبطلوا مفعول تلك العبوة. ومن شأن محاولة تفجير طرود ناسفة خرجت من اليمن، أن يفاقم المخاوف الأمنية بشأن الدولة العربية التي تعاني عدم الاستقرار والتي ينظر إليها الغرب باعتبارها موطن أحد أكثر أجنحة القاعدة إبداعا وجرأة. وأعلن البيت الأبيض، الجمعة 29 أكتوبر، أن السعودية ساعدت على تحديد التهديد الأمني القادم من اليمن الذي أضحى ملاذا لبعض المتشددين المناهضين للولايات المتحدة، بينما قدمت بريطانيا ودبي معلومات أيضا. وأقامت قوات الأمن اليمنية نقاط تفتيش في أرجاء العاصمة صنعاء، (السبت)، لتفتيش المركبات والتحقق من بطاقات الهوية. وقال شاهد عيان إن عشرات من أفراد الشرطة وقوات الجيش المدججين بالسلاح انتشروا في أنحاء العاصمة اليمنية بما في ذلك الحي الدبلوماسي والطريق المحيط بالعاصمة ويُوقفون السيارات ويستجوبون الركاب. وصرَّح مسؤول أمني أن اليمن عزز إجراءات الأمن في الموانئ والمطارات. وقال أوباما إنه ستتم زيادة إجراءات أمن السفر الجوي ما دام ذلك ضروريا.. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يبحثون أيضا عن مزيد من الطرود التي ربما جاءت من اليمن. وقال جون برينان مستشار أوباما لمكافحة الإرهاب للصحفيين "نبحث عن طرود مثيرة للقلق". وبشأن مدبري المؤامرة، قال برينان "من الواضح أنهم يسعون إلى تحديد نقاط ضعف في نظامنا.. استطعنا أن نظل متقدمين عليهم". وأثار التهديد الأمني قلق الأمريكيين قبل أيام من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، والتي هيمنت عليها قضايا الاقتصاد لا الإرهاب. وحامت الشبهات حول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يعمل انطلاقا من اليمن وأعلن مسؤوليته عن المؤامرة الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية فوق ديترويت في عيد الميلاد في 2009. وهذه الجماعة تابعة لتنظيم القاعدة الذي قتل نحو ثلاثة آلاف شخص باستخدام طائرات ركاب مخطوفة في هجمات 11 سبتمبر بالولاياتالمتحدة في 2001. وقال أوباما في بيان صحفي في البيت الأبيض إن "الفحص المبدئي لهذين الطردين خلص إلى احتوائهما بوضوح على مادة ناسفة". وقال البيت الأبيض إن الطردين خرجا من اليمن وتم إطلاع أوباما على هذا التهديد الخميس 28 أكتوبر. واكتشف أحد الطردين على متن طائرة شحن تابعة لشركة (يو. بي. إس) في مطار ايست ميدلاندز على بعد 260 كيلومترا إلى الشمال من لندن، وعثر على الثاني في طائرة تابعة لشركة فيديكس للشحن في دبي. وقالت أكبر شركتين للشحن الجوي في العالم، إنهما أوقفتا نقل شحنات من اليمن.. وتم تفتيش طائرات تابعة لشركة (يو. بي. إس)، ثم سمح لهما بالطيران في نيوجيرزي وفيلادلفيا. وتكهن مسؤول أمريكي وبعض المحللين بأن الطرود المريبة ربما كانت اختبارا لإجراءات فحص الطرود ورد فعل المسؤولين الأمنيين. واجتمع مسؤولون أمنيون بريطانيون كبار، السبت 30 أكتوبر، لمناقشة مسألة الطرود المفخخة. وقالت وزيرة الداخلية تيريزا ماي "نراجع إجراءات الأمن للشحن الجوي من اليمن ونجري مناقشات مع جهات في القطاع".