فاجأت السعودية الأربعاء 14 يناير 2009 الأوساط السياسية، بعد أن دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى عقد قمة خليجية طارئة في الرياض الخميس 15 يناير لمناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة، في الوقت الذي تستعد فيه العاصمة القطرية الدوحة لاستضافة قمة عربية طارئة أيضاً، من المقرر أن تُعقد الجمعة 16 يناير. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله: "نظراً لتصاعد الأحداث الأخيرة الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وللظروف التي تمر بها الأمة العربية، فقد دعا خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، إلى قمة خليجية طارئة، تُعقد يوم غد الخميس بإذن الله في الرياض." إلا أن المصدر لم يفصح عن مزيد من التفاصيل بشأن دعوة العاهل السعودي، التي جاءت بعد قليل من لقائه بالرئيس المصري حسني مبارك، الذي قام بزيارة قصيرة للرياض الأربعاء. وجاء في بيان صدر عن الديوان الملكي أن الملك عبد الله والرئيس مبارك اتفقا على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والتنفيذ الفوري والكامل للمبادرة المصرية، كما اتفقا على مشاركة بلديهما في مؤتمر القمة العربية بالكويت "لتحقيق المصالح العربية، ومعالجة القضية الفلسطينية لما فيه هدف وقف العدوان وتحقيق السلام للشعب الفلسطيني." وأشار البيان إلى أن المشاورات بين الزعيمين، الذي التقى في وقت سابق بالقاهرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، دارت حول "الوضع الدموي في غزة، والأعمال العدوانية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني." وبثت وكالة الأنباء السعودية تأكيداً على لسان مسؤول في وزارة الخارجية لاستجابة قادة الدول الخليجية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عقد قمة خليجية طارئة لبحث تطورات الأحداث وتصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ومشاركة دولهم في هذه القمة التي ستعقد الخميس في الرياض. وكانت مصادر بجامعة الدول العربية قد أفادت بأن انعقاد مؤتمر قمة عربي لم يتحدد بعد، وذلك لغياب النصاب القانوني، مشيرة إلى أن النصاب القانوني للقمة يتطلب موافقة 15 دولة، في حين وافقت حتى الآن 14 دولة، بدون الإمارات العربية المتحدة والعراق، اللذين أعلنت تقارير رسمية موافقتهما على المشاركة بالقمة، دون أن تتلقى الجامعة رداً رسمياً بذلك. وقال مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، هشام يوسف، في تصريح لCNN بالعربية، إنه ما لم تتلق الجامعة موافقة الدول خطياً، فإن الأمر يبقى غير مكتمل النصاب، وذلك في إشارة إلى الأنباء التي تحدثت عن موافقة العراق ودولة الإمارات العربية الأربعاء، ةكانت دولة الإمارات العربية المتحدة أعلنت في وقت لاحق موافقتها على حضور القمة العربية الطارئة المزمع عقدها في الدوحة يوم الجمعة حسب ما أعلنت وكالة أنباء الإمارات الرسمية. في حين قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن العراق وافق على عقد القمة وإن قطر تنتظر موافقة مكتوبة من المسؤولين العراقيين. وقد رفضت السعودية ومصر عقد القمة العربية الطارئة، وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن عقد قمة الدوحة سيقضي على قمة اقتصادية عربية من المنتظر أن تعقد الأحد في الكويت. وأعلنت مصر والسعودية من قبل أنهما تفضلان عقد لقاء تشاوري للقادة العرب يبحث العدوان على غزة على هامش القمة الاقتصادية بالكويت، وأنه لا داعي لعقد قمة عربية طارئة. وأعلنت المملكة العربية السعودية أنها لا ترى "من المناسب" عقد قمة عربية طارئة في الدوحة. وقال أحمد القطان مندوب المملكة لدى جامعة الدول العربية "ليس من المعقول أن يجتمع القادة العرب قبل أن يجتمع وزراء الخارجية" وذلك في إشارة إلى أنه تم الاتفاق على أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تشاوريا في هذا الموضوع صباح الجمعة 16 يناير/كانون الثاني في الكويت. يذكر أن الكويت التي تستضيف القمة الاقتصادية قد أيدت ضمنا مبررات مصر والسعودية، وقال وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح إنه "من المنطقي والطبيعي أن تكون غزة في قلب قمة الكويت وأن القادة (العرب) في لقائهم سيبحثون الوضع هناك".