واشنطن، كراتشي، دبي – «الحياة»، أ ف ب، يو بي آي - أفاد تقرير أميركي أمس، بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تشعر بالقلق على الاستقرار في باكستان، بسبب الاضطراب السياسي هناك والتوتّر المفاجئ في العلاقات بين البلدين. يأتي ذلك بعدما أسفرت غارة شنتها مروحيات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على منطقة القبائل الباكستانية عن مقتل 3 جنود باكستانيين وإصابة آخرين بجروح. وأدى ذلك الى تعليق السلطات الباكستانية مرور الإمدادات عبر أراضيها إلى أفغانستان كإجراء احترازي تفادياً لوقوع أي حادث كبير في ظل الوضع المتوتر الراهن. وفي وقت علقت مئات الآليات وصهاريج النفط التابعة للحلف على الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان، أحرق مسلحون 27 شاحنة إمدادات بهجوم بالصواريخ والأسلحة الرشاشة في مرأب في منطقة شكربور في ولاية السند الجنوبية شمال كراتشي. وهذه احدى الهجمات النادرة من نوعها في الجنوب وهي الأعنف في المنطقة. وتأتي هذه التطورات في سياق استمرار التوتر السياسي في باكستان حيث الحكومة المدنية غير الشعبية تتعرض للحصار بسبب الاتهامات لها بالفساد وعدم قدرتها على التعامل مع الفيضانات التي تركت الملايين من المشردين. وقال مسؤول أميركي لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية ان إدارة أوباما قلقة من الإشارات الأخيرة الى ان الجيش والأحزاب المعارضة تسعى لإقامة حكومة مدنية جديدة لتخلف إدارة الرئيس آصف علي زرداري ورئيس وزرائه في الأشهر المقبلة. وأشار مسؤولون أميركيون إلى ان الإدارة الأميركية بدأت تدرس الآثار المحتملة لأي تغيير سياسي في باكستان إذا استقال زرداري من رئاسة الحزب الحاكم وحل الحكومة الحالية أو الدعوة الى انتخابات مبكرة وفقاً للدستور. إلّا ان مسؤولين أميركيين يعتقدون ان حكومة باكستانية جديدة دستورية ذات شعبية وكفاءة وتحظى بدعم الجيش قد تكون أفضل داعم للسياسات الأميركية. وأشار مسؤول آخر إلى ان ما يقلق الإدارة الأميركية هو أن تؤدي الأزمة السياسية في البلاد إلى صرف انتباه باكستان في حربها ضد «طالبان» وجهود الإغاثة والإعمار في المناطق المنكوبة بالفيضانات. وهذا من شأنه أن يشيع الفوضى في البلاد ويقود إلى احتجاجات شعبية، ما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار لحليف رئيسي للولايات المتحدة في حربها في أفغانستان. بن لادن في غضون ذلك، دعا زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في رسالة بثت على الانترنت هي الاولى منذ ستة اشهر لم يتطرق فيها الى شؤون «الجهاد»، الى انشاء هيئة اسلامية دولية للإغاثة، مركزاً على جهود الإغاثة في العالم الإسلامي وخصوصاً في باكستان. ودعا بن لادن في التسجيل الصوتي الذي بث على الانترنت، المسلمين الى تقديم المساعدة لضحايا الفيضانات في باكستان، وقال ان «ما نتعرض له يستدعي من اصحاب القلوب الرحيمة واولي العزم من الرجال ان يتحركوا تحركاً جاداً سريعاً لإغاثة إخوانهم المسلمين في باكستان». ورأى بن لادن في التسجيل المرفق بصورة ثابته له ان «المصيبة (في باكستان) كبيرة جداً يعجز اللسان عن وصفها وتحتاج الى امكانات هائلة فانتدبوا بعضكم لتروا حجم المأساة على ارض الواقع». وأضاف: «يجب على كل من يستطيع اغاثة المسلمين في باكستان ان يستشعر عِظم شأن ارواح المسلمين فملايين الأطفال في العراء يفتقدون الأجواء المهيأة للحياة». وأعرب زعيم «القاعدة» عن قلقه من تبعات التغير المناخي، وقال ان ضحايا هذه التبعات اكثر من ضحايا الحروب. كما دعا الى «نقلة نوعية في أسلوب العمل الإغاثي» والى انشاء هيئة إغاثية اسلامية دولية. وقال في هذا السياق: «نظراً الى تسارع الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية، يجب الا يكون التحرك فقط لتقديم مساعدات عاجلة عابرة بل لتكوين هيئة اغاثية متميزة لديها من المعرفة والخبرة والقدرة ما يمكنها من التعاون بكفاءة مع التغيرات الجدية للتغيرات المناخية المتسارعة». واعتبر انه يقع على عاتق هذه الهيئة «واجبات عظيمة» منها القيام بدراسات للتجمعات السكانية المهددة. ومن مهام الهيئة ايضاً كما قال بن لادن، «القيام بما يلزم» عند وقوع الكوارث و «العمل على توفير الامن الغذائي» و «توعية المسلمين بخطر استنزاف المياه الجوفية». ونقلت التسجيل مؤسسة «سايت» المتخصصة في رصد المواقع الاسلامية و يحمل عنوان «وقفات مع اسلوب العمل الإغاثي» ومدته 11 دقيقة و39 ثانية. وتضمنت الرسالة تهنئة بحلول شهر رمضان ما يوحي بأنها لم تسجل اخيراً، فضلاً عن تناولها مسألة فياضات باكستان التي بدأت نهاية تموز (يوليو) الماضي. وهذه اول رسالة لبن لادن منذ آذار (مارس) الماضي حين حذر من امكان إعدام خالد الشيخ محمد الذي يعد العقل المدبر لهجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وكان الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية والدولية في افغانستان اعرب عن اعتقاده أن بن لادن موجود «في منطقة جبلية معزولة جداً» في افغانستان. وقال بترايوس لقناة «ان بي سي» الأميركية: «لا أعتقد ان احداً يعلم اين هو اسامة بن لادن» لكن «كونه ينتظر اربعة اسابيع لبث رسالة تهنئة او تعزية يثبت الى اي درجة هو متحصن في منطقة جبلية معزولة جداً على الأرجح».