القاهرة: عناوين قد يلجأ الأهل إلى التعجيل في إلحاق أطفالهم بالمدرسة وهم في سن صغيرة, ظناً منهم أن ذلك سيعطيهم فرصة لأن ينسجموا بشكل أكبر مع المدرسة, و لرغبتهم أن يكون أبنائهم هم الأكثر تميزاً ونجاحاً ويزيد فرصتهم في استيعاب المواد الدراسية على نحو أفضل لكن ما يؤكده المتخصصون هو عدم اللجوء إلى هذا الأسلوب مع الأطفال, وذلك من أجل إعطاء الطفل الفرصة للحصول على الحنان والرعاية الكافية في بيته, ولكي ينمو عقله وجسمه بصورة طبيعية تتناسب مع فترة وجوده بالمدرسة والمواد الدراسية المقررة. كما أن انفصال الطفل عن أمه وعن الجو الأسري الذي اعتاد عليه وتلقيه جرعات من التعليم حتى لو كانت بسيطة في سن مبكرة, تحرمه من المرور بمراحل النمو العاطفي والعقلي التي يجب أن يستمتع بها في هذا السن بالذات, حتى لا ينشأ ولديه شعور بافتقاد الأمان والحنان. وهذا ما يشير إليه علماء النفس والتربية بأن دخول الطفل أولى مراحل التعليم (رياض الأطفال) قبل سن الرابعة أمر غير صحي ويعرض الطفل لأن يكون عصبي المزاج وغير متوازن نفسياً أما الطفل نفسه فيكون غير مستعد بعد للتعامل بمفرده مع المجتمع الخارجي خاصة مع ساعات اليوم الدراسي الطويل ويقوم بالتعبير عن رفضه أو خوفه نتيجة انفصاله عن الجو الأسري الذي يعيش فيه بطرق كثيرة, قد تظهر في صورة قلق أثناء النوم, أو الشعور بالاكتئاب والحزن ورفض تناول الطعام والقيء, أو البكاء عند أي شعور بالغضب أو الضيق وبخاصة داخل المدرسة بينما يكون الطفل الأكبر سناً قادر على التكيف سريعاً مع جو المدرسة والتعليم بسبب نمو عقله وعواطفه, وهذا يتيح له فرصة أكبر في التأقلم السريع والقدرة على تحمل مسؤولية نفسه مقارنة مع زميله الأصغر سناً . وبالنسبة لاستيعاب الطفل الأكبر سناً للمعلومات, فيكون ذلك بصورة أسهل وأسرع من زميله الأصغر الذي سيجد بالتأكيد صعوبة في فهم وحفظ ما يتلقاه من معلومات, كما يمكن أن يشعر بألم في يده أو أصابعه بسبب عدم قدرته على الإمساك بالقلم.