وجّهت إيران "تحذيرا" إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، عبر طلب استبدال اثنين من مفتشي الوكالة، لكنها أبدت استعدادها للتفاوض حول الملف النووي. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، الثلاثاء 22 يونيو 2010، إن طلب بلاده من الوكالة الذرية استبدال اثنين من مفتشيها العاملين في إيران بسبب انحيازهما، "هو تحذير لأمانو، كي يحرص على ألا ينتهك مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية قواعد عمل هذه الهيئة الدولية". وأضاف أن "هذين الشخصين لم يعد يحق لهما المجيء إلى إيران لأنهما نقلا معلومات مغلوطة وخاطئة وكشفا قبل الموعد المحدد معلومات رسمية" عن البرنامج النووي الإيراني. وتابع متكي أنه "وفق قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن المعلومات التي يتم الحصول عليها خلال عمليات التفتيش سرية وينبغي عدم نشرها"، داعيا أمانو إلى "إدارة الوكالة بشكل محترف". وبحسب مصادر قريبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن للدول رفض مفتشين ومطالبة الوكالة بتغييرهم كما فعلت إيران، غير أن الولاياتالمتحدة وفرنسا انتقدتا القرار الإيراني واعتبرتاه لا يسهم في تبديد الشكوك حول برنامج طهران النووي. ويأتي هذا التعبير عن الاستياء الإيراني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد نشر تقرير جديد للوكالة خلصت فيه الأخيرة إلى تعذر تأكيد الطابع السلمي البحت للبرنامج النووي الإيراني، كما يأتي بعد تصويت مجلس الأمن الدولي في التاسع من يونيو على عقوبات جديدة ضد طهران، التي يشتبه الغرب في أنها تسعى إلى حيازة السلاح النووي رغم نفيها ذلك. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنباراست حرص، الثلاثاء 22 يونيو، على التأكيد أن "القرار بحق هذين المفتشين لا يعني أن إيران لم تعد تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". من جهته، أكد متكي ضمنا أن إيران مستعدة لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي مع الدول الكبرى، واصفا الاقتراح الأخير في هذا الصدد الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه "إيجابي". وكان ساركوزي قد أعلن السبت 19 يونيو خلال لقائه نظيره الروسي ديمتري مدفيديف، أن هذه المفاوضات يمكن أن تتناول خصوصا، في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عملية تبادل الوقود النووي التي اقترحتها إيران في مايو بالتوافق مع تركيا والبرازيل. من جهة أخرى، أوضح متكي أن إيران "أعدّت ردا" على الرسائل التي بعث بها أعضاء مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا) حول الاقتراح الإيراني، لافتا إلى أن هذا الرد سيتم إرساله "قريبا". وأضاف أن طهران "سترد أيضا على رسالة" وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، التي كانت قد عرضت في منتصف يونيو أن تلتقي المفاوض الإيراني سعيد جليلي لتبحث معه الملف النووي. وخلال لقائه مدفيديف، ذكر ساركوزي أن العقوبات التي فرضت على إيران "لا تهدف إلى معاقبتها، بل إلى إقناع قادتها بسلوك طريق المفاوضات مجددا".