أصبحت بنجلاديش البلد الثاني بعد باكستان الذي يقوم بحجب موقع التفاعل الاجتماعي الشهير (فيسبوك) على خلفية نشر صفحات احتوت على صور ورسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فضلا عن صور وصفت ب "المقيتة" لقادة هذا البلد. وقال رئيس لجنة تنظيم الاتصالات ضياء أحمد: إنه تم حجب الدخول إلى الموقع مؤقتا لنشره صورا كاريكاتيرية قد تؤذي المشاعر الدينية للناس في بلد ذي غالبية إسلامية. وأضاف أحمد أن الحكومة طلبت من مجهزي خدمة الإنترنت المحليين حجب المواد المعترض عليها، على أن يعاد الدخول إلى (فيسبوك) إذا تمت إزالة هذه المواد المسيئة. وقد تظاهر الآلاف من السكان في شوارع العاصمة دكا، مطالبين بمنع (فيسبوك) بسبب "الدعاية المعادية للإسلام" التي ينشرها، على حد قولهم. وقال محمود ديلوار من لجنة تنظيم الاتصالات: إن القرار اتخذ بعدما "جرح الموقع المشاعر الدينية للأغلبية المسلمة من سكان البلاد". وأضاف أن "بعض الوصلات في الموقع أيضا تحوي صورا مقيتة لقادتنا، بما في ذلك لأبي الأمة الشيخ مجيب الرحمن ورئيسة الوزراء الحالية الشيخة حسينة واجد"، مؤكدا أن السلطات "لا يمكنها التسامح مع هذه الصور المهينة". وأشار في الوقت نفسه إلى أن هذا الإجراء "مؤقت"، وأنه "سيفتح مجددا فور إزالة الصفحات التي تحمل هذه الصور المقيتة". واعتقلت سرية التحرك السريع القوة الخاصة لمكافحة الإجرام، شابا يشتبه بارتباطه بنشر الصور التي تهاجم القادة السياسيين. وقال مسؤول كبير في السرية: إن "فريقا خاصا من استخبارات الوحدة أوقفه واتهمه بإهانة قادة البلاد". وأثار قرار الحجب خيبة كبيرة لدى مستخدمي (فيسبوك) في بنجلاديش المقدر عددهم بمليون شخص في البلاد، التي يصل عدد سكانها إلى 150 مليون نسمة. وقال فرزان حسن أحد مستخدمي (فيسبوك): "كان الأجدر بالحكومة أن تقوم بحجب الصفحات المعترض عليها وليس الموقع كله". وكانت باكستان قد اتخذت قرارا مماثلا في 19 مايو بعد قرار قضائي، وشمل الحجب أيضا موقع (يوتيوب)، لكنها أعلنت الأربعاء 26 مايو إعادة فتح الموقعين، لكن مع إبقاء حجب الصفحات التي اعتبر مضمونها "مهينا".