ما بعد الثورة في إيران توالت أحداث منها، دخول إيران في سبتمبر عام 1980م الحرب مع العراق التي استمرت ثماني سنوات. نتج عنها موت ودمار هائل لكلا البلدين، وهو ما كان له أثر عميق في المنطقة، انتهت الحرب بعدما وافقت إيران على قرار الأممالمتحدة بوقف إطلاق النار في يوليو عام 1988م. تنامت أثناء الحرب شعبية أنصار الثورة الإيرانية، والتحدث بحرية لمفهوم تصدير الثورة لدول اخرى بل قال الخميني حينما اقتربت الحرب من نهايتها : "لقد أعلنا أكثر من مرة عن حقيقة سياستنا الإسلامية الخارجية والدولية بأننا نرغب مد تأثير الإسلام في العالم وتقليل هيمنة مفترسي العالم". وقد تم للثورة الإيرانية التغلغل في الخارج في إحداث الفوضى وزرع الأتباع والجيوب والتسليح وإنشاء أحزاب أيدلوجية لتتماشى مع أهداف إيران التوسعية. آية الله حسين منتظري نائب الخميني وخليفته الموعود؛ حيث كان تلميذا وتابعا للخميني، كان شخصية بارزة في الثورة بدأ خلافه بالرأي مع الخميني حينما أمر الخميني السلطات القضائية والاستخبارية بإعدام الكثير من السجناء السياسيين، خصوصا "مجاهدي خلق". فاحتج منتظري بعدة رسائل إلى الخميني فحواها أن بعض الإعدامات تجاوز فيها المبادئ القضائية ولا ينبغي الانتقام بل قال منتظري في أكتوبر عام 1988م: "إن المحترمين المسؤوليين عن الدولة والثورة والذين ذاقوا بأنفسهم مرارة غياب حرية التعبير في النظام الملكي الظالم عليهم ألا يتصوروا بأنه فقط لأن النظام الاستبدادي قد زال فلا نحتاج إلى حرية تعبير. لا يوجد منا من هو معصوم أو بلا آثام بحيث لا يحتاج إلى نصح". منتظري قدّم استقالته لقائده الخميني تضمنت قوله: " لئن كان هناك أية أخطاء ونقاط ضعف محتومة فالأمل أن يتم تصحيحها تحت توجيهك ". استمر منتظري في انتقاده للنظام ودعوته لحكومة ديمقراطية طوال العقدين التاليين مما أدى إلى فرض رقابة على كلامه ثم إخضاعه للإقامة الجبرية. توفى آية الله الخميني في الثالث من حزيران عام 1989م بعد شهرين من السقوط السياسي لمنتظري، تُوفي الخميني وعمره تسعة وثمانون عاما؛ لإصابته بمرض مزمن في القلب حيث وافاه الأجل بأثره. الخميني ترك بلدا يحكم بمفهوم ولاية الفقيه، ودستورا عانت منه قوميات غير آرية تدافع بعناء عن حقوقها الاثنية والدينية. الخميني ترك بلدا يفتقر لتنمية حقيقة مع توجه استراتيجي للتسليح، وتشكيل قوى لحفظ النظام القائم. ذلك النظام حمل طموح التمدد الخارجي عبر أتباع ومؤيدين كأذرع ومخالب آذت بلدانها، وعمل هؤلاء الأتباع ضمن بوصلة تفكير إيران وأهدافها الحالمة بإرجاع تفوق موروثها الآري وهي لا تزال إلى اليوم على هذا النهج". الخميني ورَثَّ كثير من الاغاليط المذهبية والعقيدية تماشيا مع صفوية التوجه احدها؛ غلوه في وصف الإتباع للأئمة كالتي ذكرها في كتابه الحكومة الاسلاميه قائلا؛ "وإن من ضروريات مذهبنا ان لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل". هكذا هو صدى الإرث الفارسي منذ بداية قدوم قبائله الرُّحل الآرية القادمين من آسيا الوسطى وشمال بحر قزوين في الألف الثانية قبل الميلاد إلى موطن كان فيه ساكنون غيرهم، وهم العيلاميون الذي هيمن الفُرْس عليه، بل وتوسعوا وكونوا إمبراطورياتهم بإسقاط بابل الحضارية ، وهم اليوم تضمهم جغرافية إيران سميت نسبة لعرقيتهم الآرية وهذا حدث في القرن العشرين الميلادي.