أفرَدَ موقع "وايرد ميديل إيست" مساحة مميزة للحديث عن ما شهدته المملكة أمس؛ واصفًا الأمر ب"خطط عملاقة نحو مستقبل تقني مبهر تعمل السعودية على تنفيذها وفق مفردات تؤهلها لقيادة عصر قادم تسيطر فيه التكنولوجيا والبرمجيات على كل مناحي الحياة بشكل ملفت قد يتشكل على هيئة تُخالف وتفوق بكثير ما وصل إليه العالم الآن". وقال الموقع في تقريره: "عصر النهضة الجديد" هو مركز حلم السعودية، وهو لا يقف عند مشروع بناء مدينة مستقبلية تعمل بالذكاء الاصطناعي تتكلف 500 مليار دولار؛ فالمملكة لديها خطط لمنافسة وادي السيليكون -أكبر تجمع تقني في العالم- لتصبح المركز العالمي لصناعة التقنية، وتعمل على منافسة مجابهة جوجل أو مايكروسوفت بإعداد شخصية سعودية مشابهة ل"لاري بيج" أو "بيل غيتس". وينقل "وايرد ميديل إيست" عن رئيس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والطائرات بدون طيار (SAFCSP)، فيصل الخميسي، خلال مؤتمر عُقد مؤخرًا بالمدينة الرقمية في الرياض، أن الشيء الوحيد الذي يتقاسمه أشهر مؤسسي وادي السيليكون، أنهم بدأوا تجربتهم العملية كمبرمجين، ومن ثم تطورت أعمالهم من كتابة الشفرات البرمجية إلى ريادة الأعمال؛ لذا فإن وصفة تحقيق طموحات السعودية التقنية تكمن في مهمة بسيطة وهي تعليم الشباب -الذين يشكلون حوالى 70% من سكانها- على البرمجة، بحسب "وايرد ميديل إيست". وتمكنت السعودية من تحقيق إنجازات داخل الرحلة التقنية كزيادة عدد النساء في مجال التقنية، وفق مؤتمر "لانش" الذي نظمته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز؛ وأعلنت عن سلسلة من الصناديق الاستثمارية (بقيمة تزيد على 1.2 مليار دولار) والفعاليات وبرامج التدريب الرقمية المصممة لبناء القدرات الرقمية لمئة ألف شاب سعودي بنهاية العقد الحالي. ونحو تحقيق تطوير تقني شامل، تعمل السعودية على تنمية قدراتها الرقمية المحلية بتدريب عدد كافٍ من المبرمجين لنسبة 1٪ من السكان السعوديين، ودربت أكثر من 48 ألف من المواطنين الشباب على البرمجة على مدار العامين الماضيين في مبادرة تبنى "معسكرات برمجة استثنائية". وأقنعت السعودية أمثال أمازون، وآي بي إم، وسيسكو، وأوراكل، ومايكروسوفت بالانضمام إلى جهودها؛ إذ تعمل شركات التقنية الكبرى على إنشاء مراكز لتطوير القدرات الرقمية السعودية، وتعزيز الابتكار في الشركات التقنية الناشئة؛ حيث أعلنت شركة آبل أنها بصدد إنشاء أول أكاديمية لها للمطورات في الشرق الأوسط لتدريب النساء على البرمجة في الرياض في يوليو الماضي، وبدء التسجيل في أكاديميتها. ليس هذا فحسب؛ فالمملكة تعمل على برنامج وطني للتطوير التكنولوجي بقيمة 2.5 مليار ريال (666.5 مليون دولار) يقدم قروضًا ومنتجات مالية أخرى لتمويل مشاريع وتنفيذ توسعات جديدة لشركات التكنولوجيا؛ حيث يوفر البرنامج الجديد ضمانات مالية بقيمة 700 مليون ريال سعودي (186.6 مليون دولار) لنحو 15 ألف شركة، كما يشارك صندوق الاستثمارات العامة في البلاد مع مجموعة علي بابا الصينية لتأسيس صندوق eWTP Arabia Capital، وهو صندوق بقيمة 400 مليون دولار لدعم الشركات التقنية الناشئة في جميع أنحاء المملكة. وأعلنت السعودية، أيضًا، أن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ومنظمة إنفورما للفعاليات في المملكة المتحدة ستستضيف "أكبر حدث تقني" تم إطلاقه على الإطلاق، ويحمل اسم ليب (Leap)، في بداية شهر فبراير.. ويهدف المنظمون إلى أن يستضيف الحدث أكثر من 500 متحدث، مع عرض منتجات تقنية من 1000 جهة، ما بين شركات وشركات ناشئة، ومن المقرر أن يجذب ما يزيد على 40 ألف شخص. وتخطط المملكة -وفق "وايرد ميديل إيست"- لاستضافة فعالية HACK، وهي مؤتمر للأمن السيبراني والقرصنة مدعوم من شركة Black Hat، ومختص بأمن المعلومات؛ حيث سبق أن قدّم المخترقون فيه عروضًا حول كيفية اختراق أجهزة إنترنت الأشياء، وإنشاء مقاطع رخيصة وسهلة باستخدام تقنية الديب فيك (التزييف العميق)، وإيجاد العيوب الأمنية في طائرات بوينج. وعلى طريق المستقبل التقنى، أطلقت السعودية منصتين مخصصتين لتدريس أساسيات البرمجة، وأعلنت أكاديمية طويق التابعة للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والترجمة، أنها بصدد إطلاق 40 معسكرًا تدريبيًّا في جميع أنحاء البلاد، تم تصميمها لتدريب وتوظيف الطلاب في مجالات الأمن السيبراني والبرمجة والذكاء الاصطناعي والألعاب الإلكترونية، وتقوم شركة أوفنسف سيكيورتي (Offensive Security)، وهي شركة قرصنة أخلاقية ومن بين عملائها مكتب التحقيقات الفيدرالي والجيش الأمريكي، بافتتاح أكاديمية لتدريب جيل جديد من السعوديين، كما أطلقت الحكومة أكاديمية دي جي آي (DJI)، وهو مركز معتمد لتدريب المستخدمين على آلية استخدام الطائرات بدون طيار "الدرونز".