تضمن نظام البنك المركزي السعودي، الذي صدرت موافقة مجلس الوزراء عليه الثلاثاء الماضي، تعديلا لمسمى مؤسسة النقد العربي السعودي ليصبح البنك المركزي السعودي، وأن يرتبط مباشرة بالملك مع استمرار التمتع بالاستقلال المالي والإداري، واحتفظ البنك بالاختصار نفسه الذي عرفت به المؤسسة لأكثر من 70 عاما، حيث أصبح "ساما" رمزا للمهنية والانضباط والحوكمة. سواء كان المسمى (مؤسسة النقد) أو البنك المركزي، فقد نجحت "ساما" في المحافظة على الاستقرار النقدي ودعم القطاع المالي في بلادنا، وتعزيز الثقة به محليا وعالميا، وأولى الملوك منذ تأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي في عهد الملك عبدالعزيز في 1952 اهتماما خاصا باختيار أفضل الكوادر لإدارة المؤسسة، سواء من غير السعوديين في المراحل الأولى، لضمان تطبيق الممارسات العالمية في هذا المجال، ثم من السعوديين بعد أن أصبحت الكفاءات السعودية تضاهي الجنسيات الأخرى مع حماس أكبر، لجعل هذه البلاد في مصاف الدول المتقدمة. وعين عبدالعزيز القريشي أول محافظ سعودي لمؤسسة النقد في أواخر 1974، ومن الكوادر السعودية التي تولت مؤسسة النقد في منصب محافظ، ونائب محافظ كل من خالد القصيبي وحمد السياري، والدكتور أحمد المالك، والدكتور إبراهيم العساف، والدكتور محمد الجاسر، والدكتور عبدالرحمن الحميدي، ثم الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، وقبل هؤلاء عابد محمد شيخ وجنيد عبدالقادر باجنيد ثم عين المحافظ الحالي الدكتور أحمد عبدالكريم الخليفي بتاريخ 7 / 5 / 2016، وعين نائبا له أيمن بن محمد السياري. ويعد الدكتور الخليفي أول محافظ للبنك المركزي السعودي بعد تعديل مسماه من مؤسسة النقد العربي السعودي إلى هذا الاسم. ويقول الدكتور الخليفي: "إن موافقة مجلس الوزراء على نظام البنك المركزي يمكن المؤسسة من القيام بمسؤولياتها في إدارة السياسة النقدية، والإشراف على أهم مؤسسات القطاع المالي من بنوك وشركات تمويل وتأمين وقطاع المعلومات الائتمانية وقطاع التقنيات المالية حفاظا على الاستقرار النقدي والمالي ودعما للنمو الاقتصادي، وإن "ساما" عملت خلال الفترة الماضية على دراسة أفضل الممارسات الدولية في قوانين البنوك المركزية والتوصيات ذات العلاقة، وإخضاعها للتحليل لضمان انسجامها مع البيئة المحلية واقتصاد المملكة، وهو ما نتج عنه مشروع تحديث نظام مؤسسة النقد العربي السعودي، ليصبح نظام البنك المركزي السعودي مواكبا لمتطلبات العصر والتطور الاقتصادي والمالي المتسارع حول العالم، ومنسجما مع رؤية 2030 التي تهدف إلى أن تكون المملكة نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على مختلف الأصعدة". وأخيرا: هناك المئات من الكوادر السعودية المؤهلة التي تعمل في مؤسسة النقد، أو البنك المركزي السعودي حاليا، وجميعهم على مستوى من ذكرتهم في هذا المقال مهنيا وكفاءة، ولذا فقد اكتسب هذا الجهاز سمعة محلية ودولية، فعلى المستوى المحلي تم، بفضل الله ثم بتحذيرات وتعليمات "ساما"، تجنب عديد من المخاطر والأزمات المالية التي عصفت بالعالم، وقد عرفت ذلك عن قرب حينما كنت عضوا في مجلس إدارة أحد البنوك الكبيرة. وعلى المستوى العالمي اكتسبت المملكة ثقة المؤسسات المالية العالمية بشهادة الجميع ولهذه الأسباب تقرر الاحتفاظ باختصار "ساما" لأهميته التاريخية ومكانته محليا وعالميا. نقلا عن (الاقتصادية)