اليوم الأحد 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 يوم تاريخي يشهد العالم فيه اختتام عام استثنائي لمسيرة مجموعة العشرين بانعقاد قمة تاريخية في عاصمة من أهم عواصم دول المجموعة من حيث الموقع والثقل السياسي والاقتصادي، ولم يكن العام الذي رأست فيه بلادنا تلك المجموعة كبقية الأعوام السابقة منذ تأسيس المجموعة قبل 21 عاما، حيث دهمت جائحة كورونا العالم وقطعت التواصل، وحتمت أن تكون الاجتماعات عن بعد وتكون الجهود موجهة أولا لمعالجة آثار هذه الجائحة الصحية الاقتصادية، وواكب السعوديون عامة استضافة بلادهم لرئاسة مجموعة العشرين باهتمام ومتابعة يومية، لكن هناك فئة من الشباب والشابات كانوا في قلب الحدث وهم العاملون في تنظيم الاجتماعات وإدارة التقنية عبر منصة "بروق"، التابعة للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي أدارت الاجتماعات الافتراضية، وهي أصعب في تنظيمها وسكرتاريتها من الاجتماعات المباشرة. وقد أظهر الشباب والشابات قدرة على استيعاب تفاصيل العمل بسرعة وإتقان مذهل، حتى كأنهم أصحاب خبرة سابقة في مجال تنظيم المؤتمرات رغم أننا في الماضي نعتمد على شركات أجنبية حتى تأسس برنامج المعارض والمؤتمرات قبل عدة أعوام تحت هيئة السياحة والتراث، فوضع لبنات العمل لإعداد شبابنا لهذه الصناعة المهمة وتطويرها، وتشهد انطلاقة كبرى بعد تأسيس الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات نهاية عام 2018، من مهماتها إبراز السعودية كوجهة جاذبة لإقامة المعارض والمؤتمرات، وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في هذا المجال، وجاء عام رئاسة قمة العشرين بما عقد خلالها من الاجتماعات ثم قمة العشرين يوم أمس واليوم لإعطاء شبابنا من الرجال والنساء جرعة كبيرة من التدريب العملي على أرقى أنواع التنظيم الدقيق للمؤتمرات العالمية عبر استعمال التقنية الحديثة كما أشرنا من قبل، والمؤمل أن تستمر هيئة المعارض والمؤتمرات في تهيئة الفرص للشباب المبدعين للعمل في مؤتمرات محلية وعالمية، اعتمادا على خبرتهم المركزة خلال عام رئاسة العشرين. كما أن على الشركات الكبرى مثل أرامكو وسابك والمصارف السعودية دعم إقامة فعاليات ومؤتمرات ومعارض يعمل فيها الشباب والشابات، الذين قدموا بكل كفاءة واقتدار تنظيما محكما لاجتماعات قمة العشرين، وأن نتوجه لتوطين هذه الصناعة وتأسيس شركات كبرى لتنظيم المعارض والمؤتمرات من خلال صندوق الاستثمارات العامة، وتفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تقدم الخدمات المختصة لهذه الكيانات، وليتحقق لهذه الصناعة البيئة المحفزة لنموها والاستغناء عن الشركات الأجنبية، التي تأخذ المبالغ الضخمة ولا تعطي التدريب والخبرة لشبابنا، وتجربة الماضي تؤكد ذلك. وأخيرا: ثبت من خلال إبداع الشباب والفتيات السعوديات في تنظيم وإدارة اجتماعات قمة العشرين، أن العصر فعلا هو عصر المهارات وليس عصر الشهادات، وقد أبدع الشباب رغم صغر سن بعضهم نسبيا في استعمال التقنية الحديثة بشكل احترافي جعل الجميع يفخر بهم من مسؤولين ومواطنين، وظهر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات الإعلام أثناء تغطية هذه القمة العالمية المهمة. نقلا عن (الاقتصادية)