كنت على ضفة النهر الخاصة بالرجل وأسميتها (الزواج.. خارطة الطريق)، ووصفت المشهد لهم في الضفة الأخرى. واليوم أكتب لكم من الضفة الأخرى الخاصة بالمرأة وأسميتها (الزواج.. خارطة الطريق 2) .. وهنا أخاطب حواء على ضفتها لتشاهد الضفة الأخرى؛ لأجعلها تشاهد أجمل ما في الزواج.. ونبدأ بالقاعدة الأولى: لا تبحثي عن زوجاً وسيماً يأتيك على حصان أبيض ليحملك على صهوة جواده، فتلك مجرد روايات أسطورية للمكسب المادي لم يسجل التاريخ شواهد لها. لا تبحثي عن زوج لتكوني مجرد زوجة.. ابحثي عن حبيب يكون لك سندًا في الحياة.. أخاً وصديقاً وتلك هي القاعدة الأولى.. فقالت بكبرياء: وماذا بعد؟ فقلت لها: هناك قاعدة ثانية: المرأة جُبلت على الحب والعاطفة.. امنحي زوجك الكثير منه فهو يستحق منك ذلك للزوج القيادة والولاية.. وأنتِ من يعينه في ذلك.. فلا تحاولي سرقة دوره في بناء حياتكما.. أعطي زوجك الراحة والاطمئنان عند عودته من العمل تذكري أنه للتو قادم من معركة استهلكت طاقته ونفسيته ومشاعره وبثت سلبية طاغية في نفسه تذكري أنه مكترب من رئيسه في العمل.. أو ربما مكتئب من نوعية العملاء الذين يقابلهم.. حاولي مسح تلك الذاكرة من فكره حاولي تصفية ذهنه.. وحاوي صناعة مزاجه.. ساعديه على التخلص من ترسبات العمل.. ليكون لك دنجوانا جميلا فنظرت لي بعين متقلبة المزاج وكأنها تقول هل هناك قاعد ثالثة.. فأومأت لها برأسي مبتسماً: لا ترهقي زوجك مادياً على اكسسوارات ليست ضرورية.. تعايشي مع وضعه المادي ولا تثقلي كاهله لا تقارني ما يفعله زوجك لك بمشهد درامي لمسلسل عاطفي.. أقلها زوجك يمارس واقعا حقيقيا، والمشهد مجرد تمثيل مدفوع الثمن. دعي زوجك يتلمس بعضاً من حبك ومشاعرك له من خلال تفننك بصياغة زوايا جميلة في منزلك لا تقارني زوج أختك أو صديقتك بزوجك.. فلكل عائلة ظروفها وحياتها.. القناعة بأن زوجك هو الأهم يجعله يشعر بأهميتك في حياته رمقتني بعينّ نرجسية متعالية.. وقبل أن تتحدث قلت لها: نعم هناك قاعدة رابعة: تعلمي أن تكوني له أماً حنونه حينما يحتاج للحنان.. وأختاً عطوفة حينما يحتاج للعاطفة.. وزوجة شغوفة حينما يحتاج للحب.. وقتها سوف يصنع لك الحياة جددي في حياتك كل نقاط الجمال.. أهتمي بهندامك.. أجعليه يراكي كل يوم وكأنك وردة جميلة أصنعي له مفاجآت مبهجة.. فهي تصنع في نفسه أثرًا جميلاً عندما تتأنقين لحضور حفل زواج لتكوني جميلة.. وهذا سلوك فطري لديك.. أصنعي مثله لزوجك فهو مناسبة أبدية وقبل أن تحكي.. قلت لها هناك القاعدة الخامسة والأخيرة: تغزلي بزوجك.. وأظهري له إعجابك وحبك وغيرتك.. أشعريه كما هو مهم في حياتك حفزيه.. شوقيه.. اجعليه في حالة اشتياق دائمة إليك تذكري هو غصنُ قطع من شجرة أهله وأنتِ كذلك.. لكي تصنعا شجرة جديدة في بستان الحياة ثمرها أبناء صالحون.. وحياة بهيجة سعيدة مديدة مهما كانت العزوبية مغرية بحريتها.. إلا أن الزواج أكثر إغراءً بديمومة السعادة بينكما وختمت معها تلك الحكاية.. وقلت لها كتبت له أدوار في (الزواج.. خارطة الطريق) وها أنا أكتب لك أدوار في (الزواج .. خارطة الطريق 2) .. في النهاية ربما أكون أفلاطونيا في ما كتبت لكما.. ولكنني على الأقل حاولت وضع شمعات تضئ لكما الحياة الزوجية لتعيشا فيها بجمال روحيكما وقلبيكما ..