يقبع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في “الحصن الآمن” وهو عبارة عن غرفة آمنة تحت الأرض لمتابعة الأوضاع وتحسبًا لأي طارئ، فيما شهدت العاصمة واشنطن مظاهرات مناهضة للعنصرية على خلفية مقتل جورج فلويد على يد بعض أفراد الشرطة. وسادت حالة عنف بين الشرطة والمتظاهرين بمحيط البيت الأبيض، مساء أمس الأحد، حتى الإثنين (1 يونيو 2020). من جهته، دعا ترامب في تغريدة عبر حسابه الرسمي الموثق بموقع التغريدات القصيرة «تويتر»، إلى مزيد من القوة والنظام لمواجهة المحتجين في المظاهرات المناهضة للعنصرية، بينما كانت قوات الأمن تستخدم قنابل صوتية لتفريق المتظاهرين. كما تم إعلان فرض حظر تجول، أمس الأحد، في العاصمة واشنطن، بعد خروج المظاهرات المناهضة للعنصرية قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلن رئيس بلدية العاصمة موريل باوزر، غداة ليلة شهدت أعمال شغب في مدن أمريكية عدة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة الأمريكية خلال المظاهرات المناهضة للعنصرية التي تعم أنحاء البلاد. وقامت قوات الشرطة الأمريكية باعتقال أكثر من 4 آلاف شخص، منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للعنصرية في 26 مايو المنصرم التي اجتاحت عددًا من المدن الأمريكية على خلفية مقتل مواطن من ذوي البشرة السمراء، وفقًا لإحصائية غير رسمية نشرتها شبكة الأخبار الأمريكية CNN. ولا تزال الاحتجاجات والمظاهرات المناهضة للعنصرية، التي تحولت في بعض المناطق إلى أعمال نهب وحرق للمنشآت الحكومية والتجارية، متواصلة رغم فرض حظر للتجول في بعض المناطق ونشر مزيد من رجال الشرطة والحرس الوطني. وتسبب مقتل الأمريكي من أصل إفريقي، جورج فلويد، بأيدي رجال في مدينة مينيابوليس لولاية مينيسوتا، في 25 مايو الماضي، في اندلاع المظاهرات المناهضة للعنصرية واحتجاجات عنيفة بولايات أمريكية عدة، أجبرت قوّات الحرس الوطني على التدخل. ودارت مواجهات في أكثر من عشرين مدينة أمريكية، بينها لوس أنجلوس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجول ليلي، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية الناتجة عن المظاهرات المناهضة للعنصرية التي لم تشهد الولاياتالمتحدة مثيلًا لها منذ سنوات عدة. ومن سياتل إلى نيويورك انضم آلاف المواطنين إلى المظاهرات المناهضة للعنصرية للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية جورج فلويد، الذي قُضي اختناقًا بعدما جثم الشرطي الأبيض، ديريك شوفين، على رقبته بوحشية. إلى ذلك ، شهدت عدد من المدن الأمريكية دمارا كبيرا في البنية التحتية جراء الأحداث العنيفة، ووفقا ل "الديلي ميل" البريطانية، فإن مدينة نيويورك شهدت عمليات نهب واسعة في شركات شهيرة وسجلت نحو 4 آلاف حالة اعتقال خلال اليوم السادس من الاحتجاجات. وتحولت التظاهرات والمسيرات السلمية إلى أحداث عنيفة في عدد من المدن الكبرى بعد أن تدخل الحرس الوطني والشرطة لمحاولة فضها بالقوة. وأضرم اللصوص النيران في القمامة وفي ماركات تجارية شهيرة وكسروا أوجه المحال التجارية للاستيلاء على ما بداخلها. وفي فيلاديفيا، ألقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات الحارقة على الشرطة في وقت متأخر من الليل وسرقوا المخازن، كما سرق اللصوص المتاجر الفاخرة في واشنطن.