سجلت قمة مجموعة العشرين الافتراضية، التي عقدت يوم الخميس الماضي، نجاحا كبيرا في حشد الطاقات وتوحيد الجهود لمواجهة آثار الأزمة التي يعيشها العالم بسبب وباء كورونا.. وما كان لهذا النجاح أن يتحقق لو لم تكن الدعوة إلى هذه القمة صادرة من بلد عرف بالحكمة وحب الخير للبشرية عامة.. كما كان لكلمة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وهو رئيس مجموعة العشرين لهذا العام الأثر الكبير في تقريب وجهات النظر، والنظرة الشمولية لإنقاذ العالم من الخطر الحالي وأخطار المستقبل في جميع المجالات ومنها، المجال الصحي، الذي انكشف التقصير فيه في بعض الدول، وكذلك الشأن الاقتصادي، الذي يهدده مستقبل قاتم كما يقول الخبراء.. وبناء على الإشارات القوية، التي وردت في خطاب رئيس القمة الافتراضية، أدركت الدول العشرين أنه لا بد من الاستعداد لعلاج الوضع القائم وكذلك تقوية منظومات البحث العلمي.. والحرص عل دعم الدول النامية والأقل نموا.. ووجدت هذه الدعوات الصادقة من زعيم دولة تشهد منظمات العمل الخيري على مساهماتها في الأعمال الإنسانية، قبولا من الجميع فرصدت مبالغ تصل الى خمسة تريليونات دولار دعما للجهود الصحية، وحماية للاقتصاد العالمي من أي انهيار، ولأول مرة تعقد قمة افتراضية لمجموعة العشرين، كما أن نجاح هذا الاجتماع يسجل ضمن نجاحات القيادة السعودية، التي لم يشغلها الاهتمام بإدارة الأزمة محليا عن الاهتمام بإدارة الازمة عالميا.. وما دمنا قد تطرقنا إلى الأزمة محليا؛ نقول وبكل ثقة، إن بلادنا تعد من أفضل بلاد العالم إدارة للازمة؛ بإجراءات استباقية وحازمة، حريصة أيضا على توفير الأدوية والغذاء وهو ما فشلت في تحقيقه دول، كنا نعدها من الدول المتقدمة في كل المجلات وبالذات المجال الطبي.. ولا نقول – ذلك شماتة – ولكن لنذكر به من كان يشكك في قدرة قيادتنا وبلادنا على إدارة الأزمات والاستعداد لمواجهة الطوارئ بخطط وإجراءات نالت إعجاب المنظمات الدولية وشعوب العالم حتى أصبحت السعودية مضرب المثل في كل المجالات التي توفر مزيدا من الخير والرخاء لمواطنيها، بل ولكل من يقيم على أرضها.. ولعل كيفية معالجة السعودية عودة مواطنيها من الخارج وإسكانهم في أفضل الفنادق حتى عودتهم خير مثال على إجراءاتها وسياساتها الموفقة، التي تصدر عن قيادة واعية ومتابعة مستمرة من أعلى هرم السلطة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. ولا ننسى تلك الكوادر من أبناء وبنات الوطن العاملين في الميدان ليلا ونهارا. وأخيرا: «قمة العشرين» هي مجلس إدارة العالم كما قال البعض، ومن حسن حظ العالم أن تكون رئاسة هذا المجلس في العام، الذي حدثت فيه تلك الكارثة لبلد مسالم مع جميع بلدان العالم، ولذا فلم يصاحب اجتماع القمة، التي عقدت بشكل طارئ أي إشكالات أو معارضة، بل الكل قد أثنى على الدعوة إلى هذا الاجتماع، وعلى القرارات التي اتخذت، والقادم أفضل بإذن الله. نقلا عن (الاقتصادية)