بلغ مانشستر سيتي نهائي مسابقة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في كرة القدم للمرة الثالثة تواليا والثامنة في تاريخه، وذلك رغم سقوطه على أرضه أمام جاره اللدود مانشستر يونايتد صفر-1، الأربعاء (29 يناير 2020)، على “ستاد الاتحاد” في إياب نصف النهائي. وكان فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا حسم الذهاب في “أولد ترافورد” 3-1، ليبلغ بذلك النهائي، حيث يلتقي أستون فيلا في الأول من مارس على ملعب “ويمبلي” في لندن، أملا في إحراز اللقب للمرة الثالثة تواليا والرابعة في آخر 5 مواسم والسابعة في تاريخه، ما سيقربه بفارق لقب فقط عن ليفربول حامل الرقم القياسي. وحافظ الفريقان على تقليدهما في العامين الأخيرين، إذ عجز أي منهما من تجنب الهزيمة على ملعبه في المواجهات الأربع الأخيرة بينهما، لكن في النهاية كانت الغلبة لسيتي الذي أصبح الفريق الثالث فقط في تاريخ المسابقة الذي يصل إلى النهائي 3 مرات متتالية أو أكثر، بعد ليفربول الذي حقق هذا الأمر 4 مرات متتالية بين 1981 و1984، ونوتنغهام فورست الذي حققه 3 مرات بين 1978 و1980. وترتدي المسابقة أهمية مضاعفة بالنسبة لغوارديولا، لأنه توج فيها بلقبه الأول مع سيتي عام 2018 قبل أن يتبعه بالدوري الممتاز، ثم نجح في الموسم التالي العام الماضي بإحراز ثلاثية الدوري والكأسين. وعلى الرغم من فوزه بسبع وتعادله في واحدة من المواجهات الثماني الأخيرة مع أستون فيلا، الذي بلغ النهائي الثلاثاء بفوزه إيابا على ليستر سيتي 2-1 بعد أن تعادلا ذهابا 1-1، فإن المواجهة الأخيرة لسيتي مع “فيلينز” في مسابقة كأس الرابطة لم تنته لصالحه، إذ خرج من الدور الثالث موسم 2012-2013 بخسارته 2-4 بعد التمديد. وكان مانشستر سيتي الذي تنتظره اختبارات صعبة في الأسابيع القليلة المقبلة ضد توتنهام وليستر في الدوري المحلي (بينهما وست هام) خارج ملعبه قبل أن يحل ضيفا على ريال مدريد الإسباني في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال في 26 الشهر المقبل، الطرف الأفضل في بداية اللقاء وحاصر ضيفه في منطقته، لكن الرباعي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو والجزائري رياض محرز والبلجيكي كيفن دي بروين ورحيم ستيرلينغ إضافة الى البرتغالي برناردو سيلفا، عجزوا عن ترجمة هذه الأفضلية الى هدف مبكر بفضل تألق الحارس الإسباني دافيد دي خيا. وسمح هذا الأمر للجار الفائز بلقب المسابقة 5 مرات من أصل 9 مباريات نهائية (آخرها عام 2017)، بالدخول تدريجيا في أجواء اللقاء لكن من دون تهديد فعلي لمرمى الحارس التشيلي كلاوديو برافو. وبقي الوضع على حاله حتى الدقيقة 35 حين فاجأ يونايتد مضيفه بهدف التقدم الذي سجله الصربي نيمانيا ماتيتش بتسديدة “طائرة” ارتدت من القائم الأيسر الى الشباك، إثر ركلة حرة من الجهة اليسرى عجز لاعب الوسط الألماني إيلكاي غوندوغان عن إبعادها برأسه بالشكل المناسب، مسجلا هدفه الأول منذ 26 ديسمبر 2018 ضد هادرسفيلد (3-1 في الدوري). وبدأ الفريقان الشوط الثاني بتبادل للفرص، أبرزها لسيتي عبر سترلينغ، الذي أطاح بالكرة فوق العارضة على الرغم من أن المرمى كان مشرعا أمامه (58). وواصل سيتي هجومه مع تقدم الدقائق وحصل على عدد من الفرص لكنه عجز عن ترجمتها، قبل أن تتعقد مهمة يونايتد في محاولة جر جاره إلى ركلات الترجيح من خلال تسجيل هدف ثان (قاعدة الأهداف المسجلة خارج القواعد لا تحتسب كما لا يُحتَكَم إلى شوطين إضافيين)، لاضطراره إلى إكمال اللقاء ب10 لاعبين بعد طرد ماتيتش لحصوله على إنذار ثان (76).