الرياض، تلك العاصمة التي لا تعرف التثاؤب. حركة دائمة ونشاط لا يهدأ. مؤتمرات وندوات وإنجازات ومناسبات، شهدتها في الأسبوع الماضي، وستشهد هذا الأسبوع فعاليات سأقوم بترتيب الحديث عنها حسب أهميتها بالنسبة إلى بلادنا. فأول تلك الأحداث – بلا منازع – مناسبة مرور خمسة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقاليد الحكم، التي تصادف يوم السبت 30 /11 /2019، حيث شهدت بلادنا خلال فترة وجيزة مزيدا من الإنجازات العملاقة في مختلف القطاعات، ما جعلها في مركز متقدم بين دول العالم المؤثرة، سياسيا واقتصاديا. أما الحدث الثاني والمهم عالميا، فهو تسلم بلادنا رئاسة مجموعة العشرين اعتبارا من أول شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي، وخلال هذه المدة يمكن أن نطلق على مدينة الرياض “عاصمة مجموعة العشرين”، التي ليس من السهل الحصول على عضويتها. وهذا العام سيكون مختلفا لمجموعة العشرين، لأسباب عديدة، أهمها الجدية في التعاطي مع متطلبات الرئاسة، التي عبر عنها بوضوح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بقوله “تلتزم المملكة خلال رئاستها مجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا، وتعزيز التوافق العالمي، ونسعى جاهدين بالتعاون مع الشركاء في المجموعة إلى تحقيق إنجازات ملموسة، واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل”، ويتوقع المراقبون أن يكون عام رئاسة السعودية مجموعة العشرين، عاما مختلفا، لما تملكه هذه البلاد من مقومات لا تتوافر عند غيرها، وأهمها استقلال قرارها وقوته، وقدرتها على التوسط لحل النزاعات وموقعها المميز بين القارات الثلاث، آسيا وإفريقيا وأوروبا، ما يعطي الفرصة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الجوهرية، كالأمن الغذائي والطاقة والبيئة وتبادل منافع التقدم العلمي والاختراعات الجديدة. وسيفتح الباب لمشاركة جميع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، التي تستطيع المساهمة في إيجاد الحلول لمشكلات العالم في جميع المجالات. ومرة أخرى، سيكون عام الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين، عاما مختلفا بهذا الزخم الإيجابي من العمل المحضر له تحضيرا جيدا باهتمام كبير من الأجهزة ذات العلاقة كافة، وبإشراف ومتابعة من أعلى هرم القيادة. ويبقى على جدول الحراك لعاصمة النشاط، اجتماع الدورة ال40 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي سيعقد بعد غد (الثلاثاء)، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي واكب مسيرة التعاون الخليجي منذ انطلاقتها، ومنحها كثيرا من الاهتمام والمتابعة. اليوم، وقد بلغ عمر هذا المجلس 40 عاما، ننتظر مزيدا من قرارات الخير لمصلحة شعوب هذه المنطقة التي تحيط بها التحديات من كل جانب. أخيرا، عقد منتدى الإعلام السعودي خلال يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين لأول مرة في مدينة الرياض، وكان اللافت كثافة الحضور وكثرة عدد المتحدثين والاعتماد على الكوادر السعودية الإعلامية في تقديم الفعاليات وفي أعمال التنظيم والسكرتارية. وكانت موضوعات المتحدثين ذات صلة بالشأن الإعلامي، خاصة ما ورد في حديث تركي الشبانة وزير الإعلام، والدكتور محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، الذي قدم شرحا مفصلا لمصطلح الإسلام فوبيا. والمؤمل أن يتم تنظيم مزيد من المنتديات التي كانت تعقد في دول الجوار معتمدة على الحضور السعودي، وجاء الوقت لعقدها هنا في عاصمة تتجه إليها الأنظار وتفتح أبوابها لأصحاب الفكر والإبداع. نقلا عن (الاقتصادية)