إكمالاً لمقال الأمس حول فتح باب التأشيرات السياحية ، أقول بأن المملكة تملك كنوزاً من الآثار الحضارية ومن المواقع الطبيعية والتاريخية ما يجعلها من الدول التي تستهوي عشاق هذا النوع من السياحة . فهناك تنوع فريد للأماكن والمواقع التي تستحق الزيارة ، وفي كل شبر من أرضها المباركة هناك مواقع ذات تاريخ عريق ، ولو حاولت سردها لما اتسع المجال لها في هذا المقال . وبالإضافة لتلك الكنوز والمواقع ، هناك مشاريع سياحية ضخمة قادمة ، منها ما تم الإعلان عنه مثل مشروع ” نيوم ” ومشروع ” القديه ” ، ومنها ما ينتظر الإعلان عنه . ومن تابع تفاصيل هذين المشروعين الضخمين سيدرك بأن رؤية المملكة 2030 للسياحة تسير وفق منهج منظم ومتكامل . فتح باب التأشيرات السياحية له هدف واحد وهو الهدف الإقتصادي ، وعلى من يريد الحديث عنه أن يركز على هذا الجانب الرئيس . أما من يريد خلط الأمور فلن يلتفت إليه أحد . ولو توقفنا عند النتائج المتوقعة لهذا القرار وفق دراسات بيوت الخبرة ورجال الأعمال لوجدنا أنه يمكن استقطاب أكثر من 100 مليار ريال بشكل أولي كاستثمارات خارجية بعد أن تم إطلاع المستثمرين على البنية التحتية والفرص المتاحة لهم للإستثمار في المجال السياحي . يقول الخبراء بإن صناعة السياحة المتوقعة ستولد عشرات الآلاف من الوظائف للسعوديين من الجنسين . وأنه وخلال السنوات القادمة يمكن تأمين مئات الآلاف من الزيارات السياحية مما يعني الحاجة للإستثمار الفندقي والشقق السكنية لما يزيد عن نصف مليون غرفة فندقية وهذا يشكل فرصة عظيمة لجلب المزيد من الشركات العالمية الكبرى المتخصصة في المجال الفندقي . صناعة السياحة وكما أشرت سابقاً هي صناعة تكاملية، ولهذا فإن تعاون الهيئتين ( العامة للإستثمار والسياحة والتراث ) سواء في تحديد الفرص الإستثمارية والمشاركة فيها ، أو في إنشاء مركز ” تكامل ” ، والذي يهتم بتشجيع الطلاب والطالبات وتحفيزهم للعمل في المجال السياحي ، هو تعاون مهم ومطلب لصالح الشباب أولا ثم لصالح الصناعة السياحية ثانيا . لقد بادرت الدولة بفتح باب التأشيرات السياحية . هذه المبادرة ستنقلنا إلى عالم جديد نستقبل فيه السواح من كل مكان بدلا عن إستقبالهم لنا . وإذا كنا نميل للدول التي ترحب شعوبها بنا وتبتسم لنا ، فإن الضيوف الجدد من السواح ينتظرون منا استقبالاً جميلاً وابتسامة لطيفة وترحيباً دافئاً وكلمة طيبة . فكما يقول الحكماء “عامل الناس كما تود أن يعاملوك ” . ولكم تحياتي