جاءت صحيفة «لوموند» الفرنسية العريقة، بصورة داخلية مغايرة تماماً لما يظهر في الإعلام وهو يجسد باريس سان جيرمان الفرنسي ورئيسه القطري ناصر الخليفي، في صورة الطموح والبحث عن القمة في كرة القدم. وأوردت الصحيفة الفرنسية الشهيرة، تقريراً مفصلاً عن ناصر الخليفي وطريقة إدارته لرئاسة النادي الباريسي، وقالت: لم يمكث الخليفي في فترة الانتقالات الصيفية الحالية أكثر من يومين في مكتبه، في الفترة التي يبحث فيها باريس سان جيرمان عن التعاقدات مع اللاعبين وحل الأزمات التي يمر بها وأهمها قضية نيمار، لكن لا وجود للرئيس. وزادت: تواصلنا مع جان مارسيال ريبيس مدير الاتصال في النادي وأحد الرجال الذين يثق بهم الخليفي، لكن ريبيس لا يعرف أين الرئيس!، قال إنه في أوروبا لكن لا يعرف أين بالتحديد، واصفاً ناصر بأنه “يتنقل بالطائرة مثلما يتنقل الآخرون بسيارة الأجرة”. وظهر باريس سان جيرمان في الصين لملاقاة رين في كأس السوبر الفرنسي، والكل اعتقد أن الرئيس سيظهر في شرق القارة الآسيوية، لكن لم يحدث ذلك، حتى نيمار الذي يضع قدماً خارج النادي الباريسي تواجد هناك، وتوجهت الصحيفة إلى مكاتب الإدارة في باريس سان جيرمان، وظهر مكتب الخليفي مظلماً، بينما يقوم ريبيس بكافة التفاصيل الخاصة بتوسيع انتشار النادي المملوك لقطر حول العالم. وزادت الصحيفة: باريس سان جيرمان كصندوق أسود لا يمكن اختراقه، بسبب خوف المصادر من كشفهم من قبل جهاز قطر للاستثمار، وهذا الأخير يعتقد أن لكل شيء ثمن حتى الصمت، وبعد محاولات وصبر اكتشفنا أن غياب الخليفي الأخير ليس الأطول بل إنه أمر معتاد، فالمكتب الكبير الذي يتبعه لم يكن فارغاً بل “مسكونا”، وهذا الأمر مخالف لبداية قصة القطريين مع باريس سان جيرمان عام 2011، وحينها كان الخليفي موجوداً إلى جوار ساركوزي في أغلب المباريات على ملعب حديقة الأمراء، قبل أن يتجرأ بقوله إن النادي سيفوز بدوري الأبطال خلال 4 أعوام (2015) بشكل متعجرف، ولا أحد يعلم ما إذا كان الخليفي لا يدري أن المال لا يستطيع فعل كل شيء في عالم الرياضة. وترى الصحيفة أن الخليفي يظهر ضعفاً أمام نجوم الفريق، رقمه المباشر لدى تياغو سيلفا، الكابتن، ونيمار، وامبابي، أو زلاتان إبراهيموفيتش قبل بضع سنوات. إن تم إلغاء الراحة، أو كانت هناك رغبة في تسريح مدرب! كل ما عليهم الحديث فقط لناصر، وهو ما يثير غضب المدرب الذي يتم تجاوزه. وتقدم قطر الخليفي بشكل مكثف، إلى درجة أنه بات قلقاً على أعماله، في أكتوبر 2017، فتح القضاء السويسري تحقيقًا ضده للاشتباه في وجود فساد خاص حول حصول BeIN على حقوق النقل التلفزيوني لنهائيات كأس العالم 2026 و2030 في منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. وفي مايو 2019، وجهت إليه تهمة “الرشوة ” في قضية إسناد تنظيم بطولة العالم لألعاب القوى لعامي 2017 و2019 التي رُشحت لها الدوحة، لكنها خسرت أولاً أمام لندن قبل أن يتم اختيارها كمدينة مستضيفة بعد عامين. وفي نفس القضية، تم توجيه الاتهام إلى ساعده الأيمن يوسف العبيدلي، مدير عام BeIN. وهنا بدأ الأمر يتفاقم. وأضافت “لوموند”: ينتظر عادل عارف مدير الخليفي فترات طويلة انتظاراً لتوقيع الخليفي على الملفات الهامة، فالديون تتراكم وبات النادي مطالباً ب800 ألف يورو من قبل شركة حافلات، ومثلها من فنادق “أكور”، وبسبب اللهاث خلف الخليفي للحصول على توقيعه، تعرض إلى إرهاق شديد ومكث في المستشفى عدة أسابيع. وهناك قصة أخرى تكشف المشاكل التي يعاني منها باريس سان جيرمان، وهي رفض الطاهي في أحد المباريات تقديم فطائر الفراولة بسبب عدم تسديد مبلغ الزيارة الأخيرة، أما كابتن الطائرة الخاصة فرفض في صيف 2015 الإقلاع من النمسا إلى باريس حتى يدفع النادي ثمن الوقود، وهو ما دفع المدير الرياضي أولفييه ليتانغ إلى تسديد المبلغ من بطاقته البنكية. وزادت الصحيفة الشهيرة: يعتقد الكثيرون أن ريبيس مدير الاتصالات هو الرئيس الحقيقي “اليومي” للنادي، وتم استدعاؤه إلى قطر لتوبيخه من قبل مكتب الأمير لقناعتهم بأنه يتدخل في كل شيء، ويظن آخرون أن ليوناردو المدير الرياضي الجديد سيكون هو الرئيس.. بينما بالنسبة للغالبية العظمى الرئيس هو أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الذي يبدد الكثير والكثير من المال ويحب كرة القدم كثيراً، لدرجة أنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من إعطاء رأيه في كل شيء تقريباً.