تحدث أستاذ جامعي أمريكي في مقطع لا يتجاوز ال 6 دقائق عن المبتعث السعودي ذيب آل راكة، والذي قام هو وابن عمه جاسر آل راكة بإنقاذ أطفال أمريكيين كانوا على وشك الغرق بنهر شيكوبي بولاية ماساشوستس قبل أن يجرفهما التيار ويلقيا حتفهما غرقاً. وقال الأستاذ الأمريكي إن ذيب كان من طلابه، وإنه قد أحبه خلال تدريسه له لمدة فصل دراسي، مضيفاً أنه لم يكن يعلم مدى شجاعته وبطولته، خاصة أنه صُدِم عند تلقيه خبر وفاتته عبر البريد الإلكتروني برسالة من مدير الجامعة. وأضاف أن شجاعة ذيب مخيفة، فهو كان يعلم بالعمق الكبير للبحيرة ومع ذلك خاطر بنفسه وقفز فيها لينقذ أطفالاً أمريكيين لا يعرفهم، ولا ينتظر شكراً من أهاليهم، مشيراً إلى أنه لو وُضِع بنفس الموقف فإنه قد لا يفعل ذلك، فالفكرة مخيفة ومرعبة وخطيرة أيضا. وأشار إلى أنه بعد أحداث 11 سبتمبر تحدث أنواع التعاملات السقيمة تجاه العرب المسلمين، ولكنني لم أشعر بذلك في جامعاتنا من الطلاب المسلمين، ولكنني أجد التعاملات الجيدة من الطلاب الأمريكيين فجامعة هارتفورد جامعة عالمية، وتضم طلاباً وأساتذة من كافة أنحاء العالم، وربما لسنا نمثل صورة قطعية من أميركا ولكن قد أحسست بالتعاملات الجيدة بين جميع الطلاب. وأضاف أن محاربة المسلمين غلطة شائعة في أميركا، وأنهم يربطون الأصول الإسلامية بالإرهاب، وتابع: المسلمون الحق مقدسون، من يمارسون الإسلام كما جاء به النبي محمد، وأنا أعلم أن ذيب كان كذلك. وبين أن ذيب كانت معرفته فخراً له، سوف يتذكره لبقية حياته "وسأخبر عنه أبنائي كما أخبرت زوجتي وأصدقائي عنه وسأبقى أتحدث عنه إلى الأبد". ووجه رسالة لوالدي آل راكة قائلا : "أنا أب، لا يمكنني التخيل بأن هناك معاناة أكبر من معرفة أن ابنك توفي، ولكن أود أن أقول شكراً لتربية ذيب ليكون ما كان عليه، شكراً لإرسالكم هذا البطل إلينا، هذا المثال.. هذا "القدوة الإلهامية " لنا جميعا". وحول هذا المقطع قال والد المبتعث ذيب "مانع بن جاسر آل راكة" للعربية.نت: الحمد لله وكل المشاعر التي حفت بها أرواح أبناء تزيدنا فخرا، ونشكر الجميع على المشاعر الطيبة، وأبناؤنا قاموا بواجبهم من إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج وهو ما ربيناهم عليه، والحمد لله أن "علومهم جيدة.. والله قضى عليهم.. وهم في مواقف بطولية"، وهذا الفخر ليس لنا فقط بل للجميع سعودي وعربي ومسلم ولكل الدول العربية. الجدير بالذكر أن الطالبين المبتعثين (ذيب مانع آل راكة اليامي البالغ من العمر 27 عاماً وابن عمه جاسر دهام آل راكة اليامي 25 عاماً)، كانا قد غرقا بعد إنقاذهما طفلين أميركيين بنهر شيكوبي بولاية ماساشوستس الأميركية بعد أن جرفهما التيار المائي.