تشابهت آراء الكثيرات من الممرضات السعوديات اللاتي يعملن في المستشفيات والمستوصفات التي يلحق بها قسم للطوارئ ( AR ) إلى أن العمل بقسم الطوارئ في المستشفيات أو المستوصفات لا يشجع على الاستمرارية , وأكدن أن المتسربات من هذا المكان سواء عن طريق تقديم الاستقالة وترك العمل أو اللاتي طلبن تحويلهن إلى أقسام أخرى بذات المستشفى أو الانتقال لمستشفيات أخرى ؛ لا يمكن لومهن بحال من الأحوال في ذلك . وبررن أمر التسرب إلى المناوبة الليلية ونظام الفترات"الشفتات" الذي يعتبرنه من أهم المعوقات التي تواجه الممرضات في عملهن , خاصة مع رفض أولياء الأمور ؛ خصوصا الزوج العمل بهذا النظام وإن كان يحمل في طياته خدمة إنسانية عظمى . ولما تواجهه الممرضة السعودية في قسم الطوارئ خاصة وقت المناوبة الليلية من مشاكل ؛ أثر كبير في تركها للعمل كأن تتعرض لمرضى نفسيين يصعب السيطرة عليهم كذلك من هم في حالة السكر والذين يتصرفون بطريقة غير واعية , وآخرون يدخلون للطوارئ وهم بحالة هستيرية بسبب إصابة أحد أقاربهم وما ينتابهم في حالة وفاة قريبهم من الصراخ والبكاء المؤلم والتلفظ المؤذي ومحاولة الاعتداء بالضرب , وغيرهم من أصحاب الحالات الخطرة والحروق الصعبة .. .. (عناوين) علمت بوجود أحد المستوصفات التي يوجد بها قسم طوارئ( AR )برأس تنورة وهو يخلو من وجود الأمن (سكورتي ) مع احتياج الممرضات المناوبات للشعور بالأمن , وتشير إحدى الممرضات إلى أن وجود الطبيب السعودي في فترة المناوبة الليلية يعطيهن شيئا من الأمان لقدرته على التصرف إزاء أي مكروه يحتمل وقوعه في مقابل الطبيب غير السعودي الذي تنتابه حالة من الخوف والارتباك وعدم القدرة على حسن التصرف. .. وترى العديد من الممرضات المتزوجات أن عدم تخصيص ساعات للرضاعة للأم المرضعة وفقدان الحوافز وعدم وجود التقدير للخدمة والتضحية والتمييز في المعاملة خاصة لمن لديها أقارب مسؤولون بذات المستشفى وتفضيل الممرضة الأجنبية في العمل , عامل لا يستهان به للتأثير على نفسية الممرضة السعودية .. وتطالب ( هديل . إ ) رئيسة تمريض في قطاع الخبر المسؤلين بزيادة عدد الكوادر التمريضية الرجالية من أجل تغطية احتياج قسم الرجال في ظل الحرج الكبير لدى الممرضات السعوديات، وتضايقهن من النظرة المريبة التي ينظر إليهن بها كثير من الرجال ، وهو ما سبب لهن مشاكل أسرية . في حين ذكرت إحدى الممرضات التي تعمل بمستشفى الجبيل ( رفضت ذكر اسمها ) تعرضها لمحاولة قتل عندما قام أحد الآباء برفع آلة حادة (مقص) في الوقت, ؛ لاعتقاده أن ابنته قد ماتت وسماعه صراخ زوجته قائلة : "قتلوا ابنتي" , لما رأت خروج الدم من ابنتها أثناء وضع إبرة المغذي بيدها . ولم ينكر بعض الممرضات الإفادة التي خرجن منها من قسم الطوارئ "القسم الحيوي" كما وصفنه بأنه يكسب المهارة والسرعة في الأداء والخبرة في كيفية التعامل مع أصعب الحالات وان كان متعبا ويتطلب الجدية أكثر من سائر الأقسام . وقد أشار الدكتور أحمد الغامدي مدير إدارة الطوارئ بالمنطقة الشرقية خلال حديثه ل"عناوين" إلى أهمية أعطاء الممرضات والممرضين في قسم الطوارئ قيمة تعادل عملهم من زيادة الرواتب والبدلات وساعات راحة أكثر وأن يعاد تقييمهم بشكل صحيح قائلا : نظام العمل بالفترات عليه ضغط شديد لأن طبيعة العمل فيها نوع من الحدة ولاسيما أن قسم الطوارئ يرتاده من هم في حالة شراسة وانفعال عصبي ومستعدين للتعدي على الطاقم الإسعافي بالمستشفى .