حذرت دراسة طبية حديثة من خطورة مرض السكري من النوع الثاني، والذي قد يتسبب في الإصابة بمرض الشلل الرعاش المعروف باسم مرض باركنسون، بنسبة الثلث تقريبا. وقال باحثون في جامعة كوليدج لندن على نتائج توصلوا إليها خلال 12 عاما، من إحصائيات قواعد البيانات في المستشفيات بجميع أنحاء إنجلترا.
ونظر الباحثون في البيانات التي تكشف أن هناك أكثر من مليوني شخص تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني لأول مرة، وتمت مقارنتها ببيانات ستة ملايين شخص غير مصابين بالسكري، إلا أنهم أجروا مجموعة من العمليات الطبية والجراحية البسيطة مثل عروق الدوالي واستئصال الزائدة الدودية واستبدال مفصل الفخذ.
ومن بين أكثر من مليوني شخص مصاب بداء السكري، كان هناك 14252 تشخيصا لمرض باركنسون في وقت لاحق من دخولهم المستشفى، مقارنة مع 20878 من بين أكثر من 6 ملايين شخص دون مرض السكري، تم تشخيصهم في وقت لاحق من دخولهم المستشفى، مع مرض باركنسون.
وخلص الباحثون إلى أن المعاناة من مرض السكري من النوع الثاني تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 32%، مع الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل العمر والجنس.
ووجدت الدراسة التي قدمت إلى الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، أن الخطر قد يكون أعلى لدى الأشخاص الأصغر سنا والذين يعانون من مضاعفات مرض السكري. وقال مؤلف الدراسة الدكتور توماس وارنر، من جامعة كوليدج لندن، إنه على الرغم من أن المرضين يبدوان متعارضين إلا أن نتائج الدراسة التي توصل إليها فريقه توحي بوجود صلة بين السكري من النوع الثاني ومرض الشلل الرعاش، حيث يعتقد الباحثون بأن الارتباط يرجع إلى استعداد وراثي مشترك للحالتين، خاصة وأن دراسة سابقة كشفت عن وجود أكثر من 400 جين مرتبط بكل من مرض السكري ومرض باركنسون.
وفضلا عن الدور الذي قد تلعبه الجينات في الربط بين المرضين، يعتقد الباحثون بأن السبب في تطور مرض باركنسون هو تأثير السكري على إشارات الإنسولين في الدماغ، حيث يقاوم الجسم الإنسولين الضروري لتحويل الغلوكوز أو السكر إلى طاقة، وبما أن خلايا الدماغ تعتمد بشكل خاص على السكر في الطاقة، فإن هذا السبب يمكن أن يربط بين المرضين بشكل واضح.
وتابع وارنر قائلا: "يمكننا الآن أن نقول بشكل أكثر تأكيدا أن هناك صلة بين مرض السكري وداء باركنسون، لكننا بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم العلاقة، سواء كان ذلك بسبب الوراثة أو تأثير مرض السكري على الدماغ أو كليهما، وقد يكون فهم الرابط بين هذين المرضين هو المفتاح لتطوير علاجات تبطئ مسار باركنسون، وهو ما تعجز عنه العلاجات الحالية".