توصلت طبيبة سعودية إلى طريقة جديدة للسيطرة على نزيف ما بعد الولادة، والمضاعفات الخطرة المصاحبة له، والتي قد تؤدي إلى فقدانها حياتها. وقالت الدكتورة أميرة بنت عثمان المعارك، والتي تعمل أخصائية أمراض النساء والولادة بمستشفى قوى الأمن بالرياض، في تصريحات صحافية لها الجمعة 5-2-2010، إن هذه الطريقة جاءت على خلفية بحثية حول إيجاد طريقة جديدة وآمنة لتحسين فاعلية - بالونة بكري- (وهي بالون مصنع من السليكون مصمم للضغط على تجويف الرحم للتحكم في ضغط الشرايين الداخلية التي تساعد على وقف نزف ما بعد الولادة). وأضافت: "نظراً لمحدودية الخيارات في علاج ارتخاء عضلات الرحم والتي يمكن حصرها في العقاقير الطبية، والعملية الجراحية والقسطرة من خلال وضع بالون في الشرايين المغذية للرحم، أو استئصال الرحم، فقد فضلت تنفيذ الدراسة على أكثر هذه الخيارات فاعلية وأماناً بالنسبة للمريضات هي استخدام (بالونة بكري). وزادت: "كنت أهدف من وراء ذلك إلى أن أتوصل مع الدكتور محمد خليل إلى طريقة أكثر أمناً وسلامة للحد من معاناة عديد من النساء اللاتي يعانين النزف بعد الولادة، ومضاعفاته الخطرة التي قد تودي بحياة الأم – لا سمح الله-، وإلى أن أثبت مدى فاعلية تثبيت البالون بجدار الرحم وجدار البطن توالياً عن طريقة غرزة بسيطة أثناء العملية القيصرية". وقالت الدكتورة المعارك: "الدراسة أجريت بمستشفى قوى الأمن بالرياض واستغرقت خمس سنوات كاملة، بدءاً من عام 2004، وانتهت عام 2009، تحت إشراف هيئة استشارية مكوّنة من الدكتورة حصة الدهامي رئيسة قسم طب النساء والولادة بمستشفى قوى الأمن، والدكتور محمد خليل استشاري أمراض النساء والولادة واستشاري طب الأجنة. وتابعت: "أجريت تلك الدراسة على (50) مريضة تم توزيعهن بطريقة عشوائية على مجموعتين، الأولى تم في حالتهن تثبيت بالونة بكري على جدار الرحم وجدار البطن بعد العملية القيصرية، والمجموعة الثانية تم وضع البالون داخل تجويف الرحم دون تثبيت، وجاءت نتائج المجموعة الأولى من حيث كمية النزف عدم وجود ضرورة لإجراء عملية جراحية أكثر إيجابية ووفرت أكثر أمناً وسلامة للمريضات". وحول مقارنة النتائج بين المجموعتين والدراسات العالمية السابقة التي نفذت في المجال نفسه، قالت الدكتورة المعارك: "اتضحت فاعلية تثبيت بالونة بكري بنسبة (96 %)، ما يؤكد نجاح استخدام طريقة تثبيت البالون سالف الذكر في جدار الرحم وجدار البطن في السيطرة على نزف ما بعد الولادة". يُذكر أن الدراسة حازت الجائزة الأولى بين عديد من الدراسات التي قُدمت في مسابقة أفضل الأبحاث الطبية التي تقام سنوياً في مستشفى قوى الأمن لعام 2009 خلال فعاليات يوم الطبيب المقيم في دورته الثامنة.