أعلنت الإدارة الأمريكية موافقتها على صفقة ضخمة لبيع أسلحة إلى تايوان، ما أثار ردود أفعال غاضبة من قبل الصين, التي أعلنت, السبت 30/1/2010, عن "استيائها الشديد" من القرار، محذرة من "الأضرار" التي يمكن أن تلحق بالعلاقات بين بكينوواشنطن. وفي وقت لاحق, قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا): إن الصين استدعت الملحق العسكري الأمريكي في بكين للاحتجاج على هذه الصفقة. وأوضحت أن جيان ليهوا مدير مكتب الشؤون الخارجية في وزارة الدفاع الصينية, قدم "احتجاجا رصينا", وأكدت (شينخوا) أن الصين ستعلق التبادل العسكري المشترك مع الولاياتالمتحدة بسبب مبيعات أسلحة لتايوان. ونقلت الوكالة عن وزارة الدفاع قولها: "بالنظر إلى الآثار الضارة غير المرغوبة لمبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان, قرر الجانب الصيني تعليق الزيارات العسكرية المشتركة المزمعة", وفقا لما ذكرته وكالة (رويترز). وذكرت شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية, أن قيمة الصفقة تبلغ 6.4 مليار دولار, بينها 2.5 مليار دولار لتمويل منظومة صواريخ متقدّمة من نوع "باتريوت", بينما يخصّص سائر المبلغ لشراء 60 مروحية من طراز "بلاكهوك" وسفن متخصصة بكشف وتدمير الألغام البحرية وأنظمة اتصال حديثة. وقدم نائب وزير الخارجية الصيني، خه يا في، احتجاجا شديد اللهجة إلى جون هانتسمان، السفير الأمريكي لدى الصين، بعد أن أخطر البنتاجون الكونجرس بمبيعات الأسلحة المقترحة لتايوان. ورأت الخارجية الصينية أن الخطوة "تخالف البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولاياتالمتحدة، خاصة بيان "17 أغسطس", الذي تعهدت فيه الولاياتالمتحدة بعدم السعي إلى تنفيذ سياسة طويلة الأجل لمبيعات أسلحة لتايوان, وعزمت على خفض مبيعاتها من الأسلحة تدريجيا للجزيرة". وجاء في بيان وزارة الخارجية الصينية, أن قرار الولاياتالمتحدة "يمثل تدخلا سافرا في الشأن الصيني الداخلي، ويشكل خطرا جديا على الأمن القومي الصيني, ويضر بجهود إعادة التوحيد السلمي للصين". وأضاف خه: أن خطة الولاياتالمتحدة ستقوض بالتأكيد العلاقات الصينية - الأمريكية, و"ستأتي بآثار سلبية خطيرة على التبادلات والتعاون في مجالات رئيسية بين البلدين, وستؤدي إلى عواقب لا يرغب فيها الجانبان". ودعت الخارجية الصينية واشنطن إلى "الإدراك الكامل لخطورة المسألة، وإلغاء القرار الخاطئ المتعلق بمبيعات الأسلحة لتايوان, ووقف بيع السلاح للجزيرة". من جهتها، اعتبرت الخارجية الأمريكية أن الصفقة تهدف إلى ضمان السلم والأمن في المنطقة وليس تهديدهما، وقال الناطق باسمها، بي جي كراولي: "هذه الخطوة تظهر بشكل واضح التزام هذه الإدارة بتقديم الأسلحة الدفاعية التي تحتاج إليها تايوان.. ما قمنا به ينسجم مع سياسة أمريكا تجاه الصين الموحدة ويساعد على حفظ الأمن". ورفض كراولي التطرق إلى موعد الصفقة أو إلى الأنباء التي أشارت إلى أن واشنطن رفضت بيع طائرات من طراز F-16 لتايوان. وتأتي الخطوة الأمريكية في وقت تسعى فيه واشنطن إلى الضغط على الصين بهدف إقناعها بالانضمام إلى الجهود الدولية لعزل إيران ومعاقبتها بسبب ملفها النووي. يُذكر أن الصين تعتبر تايوان إقليما منفصلا بعد أن تأسست فيه حكومة مستقلة منذ عام 1949، إثر فوز الشيوعيين بالحرب الأهلية وتأسيسهم نظام حكمهم في بكين.