على عكس ما يتوهم «الأجداد»؛ فإن الواقع المستطيل (42) عاماً يؤكد أن «كأس الخليج» لم تأتِ بخيرٍ على دول المنطقة!! والغريب الغُراب أن أكثر الدول تضرراً منها هي الأكثر تحقيقاً لبطولتها! حين أقيمت أول بطولة كانت «الكويت» أكثر دول المنطقة حضارةً ومدنية وتجارة وثقافةً وفناً، عَكَسَ ذلك كلَّه فريقُ كرة القدم، الذي يندر أن يجود الزمان بمثله، وكان بدهياً أن يكتسح فرقاً أقواها من يصمد لمباراةٍ فاصلة، ليعاقبه «جاسم يعقوب» ورفاقه بأربعة أهداف!! إنه منتخب «العراق»، الدولة الأعرق حضارةً آنذاك، لولا نظامها الحزبي البعثي المستبد، فيما كان نظام الكويت دستورياً ديمقراطياً حقيقياً! وكان على «الكويت» أن تترفع بعد (1976) عن هذه «البربسة» (كما ترفعت «بريطانيا» سنين طويلة عن بطولة كأس العالم) ويتفرغ «عتاولتها» لتحقيق كأس حارة (آسيا 1980)، والصعود إلى كأس العالم (1982)، ولكنهم شاركوا (مجاملةً) بمنتخب «رمزي» في الإمارات (1982)، ويا للمفاجأة: لقد حقق الكأس بعد انسحاب المنافس الوحيد، «العراق» برضو! ليؤمن الكويتيون أن هذه البطولة خلقت لهم، وإذا لم يسعَ الأزرق إليها، «أَتَتْهُ البطولة منقادةً… إليه تُجَرْجرُ أذيالَها»! وفجأةً انتهى الجيل الذهبي، الذي سحر المخططين للرياضة عن أبسط مكونات «البنية التحتية»، فإلى اليوم ليس في «الكويت» ملعبٌ دوليٌّ يليق بمكانتها النفطية العالمية! ولا أكاديميات «محترفة»، تعلم الأجيال فقط: كيف كان «العنبري» يلبس «الكندرة»! وما هو الشامبو الذي كان يستخدمه «حمد بوحمد»! ولكن ما أهمية الملاعب والأكاديميات والاحتراف؟ كأس آسيا؟ «يابوه».. مرة في العمر تكفي.. كأس العالم؟ صعدنا مرةً وتفشلنا.. خلِّ الفشايل «الثمانية» لغيرنا، اللي «بيموتون» من «حرتهم» على كأس الخليج!! والدستور؟ نلغيه في «مطلع الثمانينات» ولا نلغي كأس الخليج! ونفرغه من محتواه اليوم، ولا نفرغ خزانتنا الرياضية من كأس الخليج!! والفن؟ والفكر الذي كانت الكويت شمسه وقمره للعرب جميعاً؟ يُبَه خل هالسوالف ل(الإخوان) «يدعشنون» على كيفهم، وعطنا كأس الخليج.. يَهْ!! لقد بلغ من إدمان الكويتيين لهذه البطولة، أن علَّق أحد الظرفاء على فوز السعودية بها في (الكويت 2002) قائلاً: تكفون.. خذوا «حليمة بولند»، وخلوا لنا الكأس!! الأغرب أن السعوديين رفضوا!! محمد السحيمي نقلا عن "مكة"