علقت اسرائيل شحنات مواد البناء إلى قطاع غزة، بعد ثلاثة أسابيع من استئنافها، بزعم اكتشافها نفقا مبنيا باحتراف بطول ما بين (2 3) كيلومترات يمتد في الأراضي المحتلة عام 1948كم وشرقي خان يونس يوم الخميس. وقال وزير الحرب موشيه يعالون في بيان : إن «اكتشاف النفق أتاح منع محاولات لايذاء مدنيين اسرائيليين يعيشون قرب الحدود وايذاء القوات العسكرية في المنطقة». وحمل حركة المقاومة الاسلامية «حماس» المسؤولية عن حفر النفق. وأضاف «أمرت في نهاية هذا الاسبوع بوقف نقل مواد البناء الى قطاع غزة». ونقلت فرانس برس عن غي انبار المتحدث باسم هيئة وزارة الدفاع لادارة الشؤون المدنية مع الفلسطينيين «ان الجيش قرر لاسباب امنية التوقف في الوقت الراهن عن نقل مواد بناء الى قطاع غزة». وفي 22 سبتمبر، سمحت اسرائيل للمرة الأولى بتسليم الاسمنت والحديد المخصص للقطاع الخاص في الاراضي الفلسطينية. وكانت اسرائيل أوقفت تسليم هذه الشحنات عندما تولت حماس السلطة في قطاع غزة في يونيو 2007. وأعلن الجيش في بيان ان «النفق يقع على عمق 18 مترا تحت الأرض ويبلغ طوله 1,7 كم (في الجانب الاسرائيلي) .. واستعمل نحو 500 طن من الاسمنت المسلح لبنائه». ووصفه المتحدث باسم جيش الاحتلال يوعاف موردخاي بأنه «من أكثر الانفاق الارهابية تطورا التي اكتشفت خلال السنوات الأخيرة». وأثنى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على الجيش لهذا الاكتشاف. واعتبر يعلون أن اكتشاف النفق هو دليل على استعداد حماس للمواجهة مع اسرائيل مثل خطف جنود اسرائيليين. وأصيب الإسرائيليون القاطنون بمستوطنة «العين الثالثة» بالصدمة والهلع فور سماعهم خبر النفق الذي وصل إليهم، رغم المسافة الطويلة التي تفصلهم عن حدود خان يونس الشرقية وهي 3 كم. وعبروا عن خشيتهم من تنفيذ عمليات فدائية، وتحدثت يهودية من مستوطنة «العين الثالثة» عن شعورها بعد سماعها للخبر بالقول: «أصبت بهلع شديد ومازلت أحاول استيعاب ما حصل، ومازال الخوف يراودني من وجود المزيد من الانفاق تحتنا». وتابعت بقلق «لا أعرف متى سيقرر الفلسطينيون استخدامها ضدنا، وهذا الأمر يقلق الكل هنا فلم يصدق أحد أن نفقاً بهذا الطول قد وصل إلينا». وأشار مستوطن آخر إلى أن الجانب الفلسطيني بدا هادئاً مؤخراً، لكنهم منشغلون على ما يبدو تحت الأرض. وأضاف «لم يكن هنا أي سلام، فوقت التصعيد يطلقون الصواريخ وفي الهدوء ينزلون إلى الأرض للتجهز لما بعد الهدوء». وقال حاييم يلين رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات «أشكول» فقد صرح بأنه قد زار مكان النفق بعد وقت قصير من اكتشافه، وقال: إنه نفق خارج عن المألوف فهو نفق مهني استغرق حفره الكثير من الوقت والجهد «والأمر الذي فاجأنا هو تصميمه الداخلي الحديث». وفي الضفة الغربية، اعتقلت سلطات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين تشتبه في قتلهم مستوطنا يهوديا بضربه بقضبان حديدية ليل الخميس الجمعة. وأعلن جهاز الامن الداخلي «شين بيت» في بيان انه «اعتقل بمساعدة الجيش والشرطة مشتبهين بتورطهم في قتل ساريا عوفر». وأعلن الشين بيت ان عوده فريد حروب (18 سنة) وبشير احمد حروب (21 سنة) أقرا بانهما قتلا الكولونيل في الاحتياط ساريا عوفر (61 سنة) في منزله بمستوطنة باروش المعزولة في شمال غور الاردن. وأعلنت الشرطة ان من المرجح جدا ان يكون مرتكبوا القتل مسلحون في المقاومة، لكن وسائل الإعلام الاسرائيلية لم تستبعد ان يكون وراء العملية محاولة سرقة أو شجار شخصي، لاسيما أن الحوادث العنيفة كثرت خلال الأسابيع الأخيرة في الضفة الغربية. وعلى الحدود الجنوبية لقطاع غزة، دمرت القوات المصرية أمس منزلا يشتبه في أنه مقر لأحد الأنفاق المهمة. وشوهدت قوات مصرية تنتشر قرب الجانب المصري لمدينة رفح قبل وقوع انفجار يشير الى نسف النفق. وتشن مصر حملة لتدمير أنفاق تستخدم في تهريب الأسلحة، لكنها تمثل أيضا شريان حياة لتوصيل البضائع إلى قطاع غزة المحاصر من صحراء سيناء.