أي عاصفة هوجاء ألمت بفريق الاتفاق هذا الموسم؟،كيف صارت كل الألوان قاتمة...وبات الصمت سيد الموقف، قروح اليوم أضحت أشد ايلاماً..وأقسى مرارة..وأكثر وخزاً..لقد ضاعت آمال وآهات عشاقه في الفضاء السحيق.. بعد أن فقد الفريق في دوري جميل الهيبة والسمعة..ولم يبق إلا التاريخ والعراقة..فاللاعبون لازالوا يصرون على الإمعان والتنكيل بأعصاب جماهيرهم بمواصلتهم مسلسل الضياع بعروض هابطة..ونتائج محبطة مخيبة للآمال أصابت الجماهير في مقتل..الأمر الذي دفعها لمقاطعة مباريات فريقها..فالخسارة عندما تأتي من الأقوى..كالهلال تكون على(الخشم)،لكن عندما تأتي الخسارة من الأضعف فهذا لايمكن(بلعه)ولايقبله عقل أو منطق.. إذا خسرتم في بداية الدوري من الرائد ونجران وتعادلتم مع التعاون..فماذا أنتم فاعلون أمام النصر والاهلي والفتح والشباب؟ لقد جاءت خسارة الاتفاق الأخيرة أمام نجران بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.. فرغم إدراك اللاعبين أهمية وحتمية الفوز على نجران كون تلك المباراة حدا فاصلا ونقلة نوعية من الانهيار والتشرذم إلى الانتفاضة والصحوة..وأنا لست بصدد الهجوم على أحد..أو الدفاع عن أحد..لكن هناك مسلمات لايمكن تجاوزها..فلم نلمس من خلال خمس مباريات الغيرة والحماس من اللاعبين وهذا يذكرني بقول الشاعر ابو العتاهية : (لكل داء دواء يستطب به .... إلا الحماقة أعيت من يداويها ) الاتفاق لن يكون أول المتعثرين في الدوري..ولن يكون آخرهم..وأنا على ثقة كبيرة بمقدرة رجال الاتفاق على إعادة الفريق الى المسار الصحيح..وتجاوز نفق هذه الأزمة بمراجعة متأنية..ودراسة واقعية وشاملة لأوضاع الفريق واللاعبين..وايجاد حلول سريعة..واتخاذ قرارات جريئة..كفى احتساء حسرات..نريد نشوة ولو مؤقتة..استهتار وعدم مبالاة و(قلة مروة)من جميع اللاعبين..ولاعبين أجانب(مقالب) لم يقنعوا حتى الآن..وعروض هزيلة..ونتائج محبطة تنذر بجراحات نازفة وآلام مبرحة..مالم يسارع أهل الحل والربط بانتشال الفريق من دوامة التوتر وانعدام الوزن..وجل ما أخشاه أن يستمع البعض إلى تبريرات اللاعبين الواهية والتي تهدف الى تصدير الاخفاقات والانكسارات وتعليقها(كالعادة)على الحلقة الأضعف وهو المدرب ثيو بوكير تمشياً مع الشعار السائد(كل الحق على المدرب وعلى الطليان)..أنا حلمي كان ولازال أن أرى وأسمع- قبل مماتي- إدارة ناد عربي تبادر الى تسريح لاعبي الفريق المتخاذل(أي فريق)بأكمله وتعتمد على الفريق الأولمبي لتمثيل النادي في الدوري..فهذه الكلمات المتقاطعة في ديموغرافية كرة القدم يصعب حلها..إلا بتنفيذ سياسة البتر والطرد والاستبعاد..فنحن في زمن الاحتراف ويجب تنفيذ القانون نصاً وروحاً دون رحمة بحق كل متهاون يلعب لذاته وليس لشعار ناديه..خاصة وأن لدى الاتفاق جيشاً من اللاعبين الصاعدين والمبدعين . أنا أعرف أن الصدمة..تكون رد فعل لشيء لم يكن في الحسبان وغير متوقع أو غير خاطر على البال..مثل طالب مجد ومتفوق تنتظر أسرته ان يكون الاول ليس على فصله فحسب..وانما الاول على كل أقرانه في المدرسة..وتفاجأ أسرته برسوبه في صفه..ولهذا أقول بكل صدق وصراحة:أنا لم أفاجأ بخسارة الاتفاق أمام نجران..لأن الأمر عندي كان متوقعا..عطفاً على عدم استقرار الفريق..و(تخبيص اللاعبين)وسوء الاداء والعطاء منذ بداية الدوري وحتى الآن..وماحيرني وأدهشني أن الادارة تعاقدت مع المدرب القدير بوكير مبكراً..وأقامت معسكرات في الدمام وتركيا والمانيا وقبل بدء الدوري كان صيت الفريق يسبق فعله..ورشحته في أحد مقالاتي أن ينافس على بطولة دوري جميل..لكن بعد انطلاق الدوري تحولت ترشيحاتنا الى(زوبعة في فنجان)ولم يأت الحصاد متكافئاً من الزرع فاصبنا بنكسة مبكرة..لقد قلت أكثر من مرة: إن جدلية التطور يجب أن تمضي حسب نظرية الأواني المستطرقة تلك التي لابد أن يتساوى سطحها في كل الحالات. وأخيراً.. اعتقد أن فريق الاتفاق لن يكون أول المتعثرين في الدوري..ولن يكون آخرهم.. [email protected]