نسمع الكثير من عبارات التذمر والشكوى في الساحة سواء كانت الشعرية أو الفنية أو بيئة أخرى لتجمع أصحاب مواهب معينة. فالكثير ممن يحلمون بالوصول الى الجمهور او الشهرة أو تخليد أسمائهم يسعون بشكل صوتي لا أكثر فهم يتمنون ويحلمون وينتظرون تحقيق أحلامهم وهم مستلقون أمام شاشة الهاتف أو الكمبيوتر أو في أحد المقاهي وكأن مجرد رغبتهم هذه كفيلة بأن تجعلهم مستحقين لكل شيء. نجد أن البعض مقتنع تمام الاقتناع بأنه لن يصل إلى شيء وأن المبررات والعوائق و «الأعذار» قد تم تجهيزها وتوجيهها تجاه الشللية والمحاباة وعدم تقدير المواهب والظلم والتهميش وفي تأمل بعض الشخصيات نجد أن البعض مقتنع تمام الاقتناع بأنه لن يصل إلى شيء وأن المبررات والعوائق و (الأعذار) قد تم تجهيزها وتوجيهها تجاه الشللية والمحاباة وعدم تقدير المواهب والظلم والتهميش .. إلى آخره من الأعذار التي يستند عليها كل من يرضى بعدم نجاحه. في حين ان الآخرين يهرولون بسرعة إلى الأمام وإلى النجاح تحديدا ً. المتذمر لا يرى نفسه ناجحا ً ولا يستطيع حتى تخيل الموقف, ومن الصعب على أي انسان ان يراه بعكس ذلك وعلى عكسه الناجح الذي يرى نجاحه وإن لم يحققه بعد ويبقى متيقظا ً لكل فرصة وتقبل عليه الحياة بأكملها وهي ممتنة لكمية الطاقة الإيجابية التي يمتلكها ونجده مستعدا لكل الأحداث ومتطورا دائما ً بشكل لافت للانتباه ومقتنعا في داخله بذلك حتى يبدأ كل من حوله أو يمر بأعماله بالاقتناع، بذلك أيضا ً فهي في النهاية سنة كونية. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن ربه : (أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله ).. رواه أحمد. لذلك فكل متذمر شاك سلبي يرى السواد فقط سيبقى كذلك برغبته لا حسب الظروف. وكل ناجح ومحسن الظن بالله ومستعد لكل فرصة ومتطور سيتقدم وسينجح ولو بعد حين فهي كلها قناعة الإنسان في نفسه. يقول هنري ديفيد ثورو : (لا أعرف حقيقة أكثر من قدرة الإنسان الأكيدة على الارتقاء بحياته من خلال المحاولة الواعية). أتمنى من كل سلبي أن يفرز طاقة البؤس والشكوى في العمل والسعي بدلا من مجرد الكلام، لأنها الخطوة الأولى على الطريق الصحيح.