المهم أن نبدأ العمل التطوعي جزء من حياة الشعوب المتحضرة، والمشاركات في الأعمال الاجتماعية تنبع من الشخص ذاته، يتعلمها في المدارس والأحياء حتى تصبح ثقافة يتربى عليها وينقلها للأجيال القادمة من بعده. في مدارسنا وجامعاتنا وأحيائنا لا نعترف بأهمية زرع تلك الخصال الحميدة في أبنائنا وبناتنا، إلى أن تحولوا مع الوقت إلى كتل جامدة اتكالية على الغير حتى في أصغر الأشياء. البعض منا يخلط ما بين الأعمال الخيرية والتطوعية، ومع أنني أعتبر كل عمل تطوعي هو عمل خيري، إلا أنه من المهم أن نميز بين العملين. عندما كنا في المرحلة الابتدائية كان هناك أسبوع للنظافة، حيث يساهم كل الطلاب في تنظيف المدرسة، بل كان كل فصل ينافس الفصل الآخر في ذلك الأسبوع. أما الآن فلو طلبت الإدارة من الطلاب القيام بتنظيف المدرسة لهجموا على المدير ومدرسيه ومشرفيه. ومع ذلك فلا بد لنا من البحث عن أفكار جديدة لتأصيل ثقافة الأعمال التطوعية. وعلى سبيل المثال يمكن إلزام الطلاب في نهاية كل مرحلة دراسية بالعمل التطوعي لمدة أسبوع كشرط للتخرج والانتقال للمرحلة التالية، فيقوم الصغار بغرس الورود في الحدائق العامة، وزيارة طلاب المتوسطة لدور العجزة والمرضى، ومشاركة طلاب الثانوية بتنظيف الشواطئ أو غير ذلك من الأعمال التطوعية. المهم أن نبدأ.. ولكم تحياتي. [email protected]