حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، من الدعوات الإسرائيلية المتزايدة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وإحكام السيطرة اليهودية عليه، والتي كان آخرها الثلاثاء ودعوة مفوض شرطة الاحتلال يوحنان دانينو والتي ادعى زورًا فيها بحق اليهود بالصلاة داخل الأقصى باعتباره من ساحات «الهيكل المزعوم». وقال الشيخ حسين في بيان له، امس، «إن التصريحات والاستفزازات والممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى، هي انتهاكات خطيرة جدًا لا سيّما تلك التي تصدر عن المستوى الأمني الذي يسيطر على مداخل المسجد الأقصى المبارك»، محذرًا من عواقب السكوت عن هذه الدعوات «التي تحمل في ثناياها نوايا خطيرة ضد المقدسات»، حسب رأيه. وأشار حسين، إلى أن دعوات اقتحام المسجد الأقصى تأتي عقب دعوات مماثلة أطلقها حاخامات يهود لهدم الأقصى وبناء «الهيكل المزعوم» على أنقاضه، وهو ما يشير إلى «الخطر الداهم والمحدق بالمسجد الإسلامي الذي يتوجب على المسلمين كافة حمايته من أخطار التقسيم والهيمنة الاحتلالية»، على حد وصفه. وناشد خطيب المسجد الأقصى المبارك، المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس وأراضي ال 48، شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، في محاولة للدفاع عنه والتصدّي للهجمات اليهودية ضدّه. أكد مفوض شرطة الاحتلال الإسرائيلي «يوحنان دانينو» موافقة الشرطة على دخول اليهود إلى المسجد الأقصى، بصفته ساحات جبل الهيكل، معتبرًا ذلك «حقًا مضمونًا لليهود لا يجوز النقاش فيه أبدًا. اقتحام فيما اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح الثلاثاء المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال. وقال رضوان عمرو أحد المرابطين بالأقصى «إن نحو 80 مستوطنًا اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى على شكل أربع مجموعات، وتجولوا في أنحاء متفرقة من المسجد وكانوا يرددون «شعائر دينية». وأشار إلى أن عددًا من المستوطنين غادروا المسجد من باب السلسلة، فيما بقيت مجموعات أخرى تؤدي بعض الصلوات التلمودية الخاصة بهم. وأوضح أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية داخل الأقصى، في ظل تواجد العشرات من طلاب وطالبات مشروع مصاطب العلم الذين تعالت أصوات تكبيراتهم رفضًا وتنديدًا بهذا الاقتحام، مضيفًا «كل يوم نرى إجراءات إسرائيلية استفزازية جديدة في الأقصى». وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث قالت إن مجموعة من نشطاء حزب الليكود الإسرائيلي أعلنت اعتزامها اقتحام المسجد الأقصى الخميس المقبل احتفاءً بما يسمى «عيد الغفران» الذي يصادف 14 الشهر الجاري. وأضاف المنسق الإعلامي للمؤسسة محمود أبو العطا «أن هذا الإعلان يأتي في وقت دعت فيه جماعات يهودية إلى اقتحام جماعي للأقصى في «عيد العرش» اليهودي الذي يبدأ في 19 حتى 26 الشهر، حيث خصصوا سادس أيام العيد لاقتحام احتفائي للأطفال. فيما أكد مفوض شرطة الاحتلال الإسرائيلي «يوحنان دانينو» موافقة الشرطة على دخول اليهود إلى المسجد الأقصى، بصفته ساحات جبل الهيكل، معتبرًا ذلك «حقًا مضمونًا لليهود لا يجوز النقاش فيه أبدًا». وقال دانينو في مقابلة صحفية «كل يهودي يريد أن يصلي في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) ويريد أن يصل إليه يجب أن نضمن له هذا الحق وضمن الأوقات المحددة لذلك». كنوز أثرية بدورها قالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» إن ما تسمى ب»سلطة الآثار» الإسرائيلية زعمت العثور على كنوز يهودية في منطقة القصور الأموية المحيطة والملاصقة للمسجد الأقصى المبارك. وأضافت المؤسسة في بيان لها امس أن الموجودات الأثرية هذه عبارة عن ميدالية ذهبية محفور عليها الشمعدان اليهودي، قالوا إنها تعود للفترة البيزنطية. وأوضحت أن «سلطة الآثار» زعمت العثور عليها لأول مرة في منطقة القصور الأموية- وعلى بعد 50 مترًا من الجدار الجنوبي للأقصى، في إشارة لارتباطها بشكل مباشر مع تاريخ الهيكل المزعوم- وفق زعمهم. وأكدت أن محاولات تزييف الآثار والحضارة الاسلامية والعربية التي تقوم عليها أذرع الاحتلال وفي مقدمتها «سلطة الآثار» ليست سوى دسائس وتدليسات تنافي الحقيقة وتهدف الى قلب الواقع على الأرض. وأشارت إلى أن حملات التزوير التي يقودها خبراء الآثار باطلة ومسيّسة، وتهدف لمحاولة إثبات وجود تراث يهودي وهمي من خلال الحفريات في القصور الأموية وحي وادي حلوة الذي أقيمت على أجزاء منه البؤرة الاستيطانية أو ما يسمى بمركز الزوار مدينة داوود، وتأكيد راوية الهيكل الموجود حسب اعتقادهم أسفل الأقصى.