أطلقت سيدة سعودية مبادرة خيرية بإنشاء مبنى لليتيمات في الاحساء يضمن انتقال يتيمات الأحساء من ذوات الظروف الخاصة اللاتي تشرف على رعايتهن جمعية فتاة الأحساء إلى المقرٍ الجديد، بدلا من مقر سكنهن الحالي الذي لم يعد يلبي تطلعات جمعية فتاة الأحساء. ورصدت صاحبة المبادرة مبلغا يربو على 21 مليون ريال لبناء مشروع متكامل يعالج قضية السكنى ولا يقف عندها وحسب، بل يتجاوز في تصميمه الحاجة للسكن إلى معالجة قضايا اجتماعية متعددة التي قد تقف في طريق اليتيمات، تضمن المشروع عدداً من المرافق المختلفة التي تحقق تنشئة سليمة متكاملة من بينها مرافق للتعليم والتعلّم والتدريب والثقافة والرياضة وصالة اجتماعية تتسع لما يزيد على 100 فتاة إضافة إلى قسم إداري خُصّص لإدارة وتشغيل المشروع. ووقفت نخبة من ذوي الرأي المختصين في مجال الخدمة الاجتماعية في محافظة الأحساء على المراحل الأخيرة من بناء المشروع الذي بني بتمويل كامل من السيدة عائشة بنت راشد الراشد ويحمل اسم ( دار عائشة الراشد لرعاية وإيواء الفتيات )، واطّلع خبراء في مجال الخدمة الاجتماعية بينهم رئيس مركز التنمية الأسرية في محافظة الأحساء الدكتور خالد الحليبي ووفد من أساتذة الخدمة الاجتماعية في قسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب في جامعة الملك فيصل ،على مراحل بناء المشروع وأهدافه والغرض الذي بني من أجله، حيث تضمنت الزيارة جولة تعريفية حول المشروع قدمتها رئيسة جمعية فتاة الأحساء الأستاذة لطيفة العفالق التي أشارت إلى أن المشروع ليس مجرد مقر للسكنى. مشيرة إلى أن الأهداف والغايات التي بني وفقها يملؤها الطموح، مبينة إن المساحة التي بني عليها تبلغ 4500 متر مربع ، الأمر الذي يرفع الطاقة الاستيعابية الحالية في المقر الذي يوشك على انتهاء فترته التعاقدية إلى زيادة تبلغ نحو 100 بالمائة. وأضافت العفالق إن المساحة استُثمرت في إنشاء مبنيين أحدهما «سكنيّ» ويتكون من ثلاثة طوابق يحتوي كل طابق على أربع شقق، وفي كل شقة أربع غرف ومطبخ وصالة معيشة ودورة مياه بحيث يكون إجمالي عدد الغرف في المبنى السكني وحده 48 غرفة. فيما تكون «المبنى الثقافي» الذي يحتوي على مرافق للتعليم والتعلم والتدريب والثقافة من ثلاثة طوابق بحيث يضم مكتبة رقمية مجهزة بأحدث أجهزة الحاسب الآلي. كما يضم «المبنى الثقافي» قاعة ملتقى كبرى للساكنات والزائرات وصالة ترفيه وتسع قاعات تدريب وتعليم وقاعات للصناعات اليدوية، فيما تم تخطيط المساحات الزائدة في المشروع لتضم ساحة عامة وملعب خارجي للأنشطة الرياضية. ويبرر تصميم المشروع إنشاء «المبنى الثقافي» بالأهمية البالغة في وجوب استثمار الوقت الزائد لذوات الظروف الخاصة بما يمكنهن من شغل وقت الفراغ بما يعود عليهن بالنفع ، من خلال التعلّم والتدريب وممارسة الهوايات الرياضية والثقافية ، الأمر الذي يسهم في تنشئة سليمة تنعكس فوائدها على المجتمع من خلال تهيئة كافة الظروف المساعدة لبلوغ هذا الهدف. ويشير القائمون على المشروع إلى أن اختيار اسم (شمل) للمشروع جاء لترسيم المعنى لدى اليتيمات ولدى المجتمع وبما ينمي من مستوى الشعور بالأمان والاستقرار. من جانبه أشاد رئيس مركز التنمية الأسري في الأحساء الدكتور خالد الحليبي بالمشروع. مشددا على أن كفالة الأيتام يجب أن تتجاوز الدعم المالي، إذ إن الكفالة لابد أن تقدم في إطار شمولي متكامل يحقق لليتيم حاجاته المعنوية وغيرها. مؤكدا في الوقت نفسه على وقوف مركز التنمية الأسري في الأحساء إلى جانب فتاة الأحساء ودار عائشة الراشد بالدعم المطلوب إيمانا بأهمية دعم مثل هذه المبادرات التي من شأنها أن تنعكس ثمارها على المجتمع. مسجلا إعجابه بما جاء في ثنايا العرض وشكره للسيدة عائشة الراشد. فيما بين أساتذة الخدمة الاجتماعية في جامعة الملك فيصل أيضا وقوفهم بالدعم اللازم في المجال العلمي مع المشروع، مشيدين بشمولية المشروع في دعم حاجات اليتيم ، خصوصا في الجوانب التعليم والتدريب بما يجعل المشروع يتجاوز فعلا مجرد السكنى، الأمر الذي لقي استحسان رئيسة جمعية فتاة الأحساء بقولها : إن التعاون بين ممارسي العمل الاجتماعي ومن يعمل في مجال البحوث العملية مثل أساتذة الجامعات من شأنه أن يعكس ثمارا لا يستهان بها.