اقتدى الذهب بتراجع النفط امس بعد أن عرضت روسيا العمل مع دمشق لفرض سيطرة دولية على الأسلحة الكيماوية لسوريا في حين نال ارتفاع الأسهم من إغراء المعدن النفيس. وتراجع الذهب نحو 18 بالمائة هذا العام ويتعرض المعدن لضغوط جراء التوقعات بأن يعمد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لتقليص برنامجه للتحفيز النقدي بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة يومي 17 و18 سبتمبر. وهبط الذهب 0.6 بالمائة إلى 1378.20 دولار للأوقية وهو مستوى بعيد عن أعلى سعر على الإطلاق 1920 دولارًا الذي سجله في سبتمبر 2011. وكان برنامج التحفيز الأمريكي المعروف بالتيسير الكمي محركًا رئيسيًا لصعود الذهب في الأعوام الأخيرة. وتراجعت عقود الذهب الأمريكية تسليم ديسمبر 0.6 بالمائة أيضًا لتسجل 1378.70 دولار للأوقية. ونزل السعر الفوري للفضة 1.6 بالمائة إلى 23.28 دولار للأوقية. وجاء ذلك بعدما تراجعت أسعار النفط العالمية إلى حوالي 113 دولارًا للبرميل امس بعد المقترح الروسي لتفادي توجيه ضربة أمريكية لسوريا وهو ما هدأ مخاوف المستثمرين من تعطل إمدادات الوقود جراء صراع جديد في الشرق الأوسط. لكن بيانات قوية من الصين رفعت التوقعات لانتعاش الطلب من ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم مما ساعد خام برنت على التعافي من أدنى مستوياته للجلسة. وتراجع سعر برنت تسليم أكتوبر 66 سنتًا إلى 113.06 دولار للبرميل بعد أن لامس أدنى مستوى للجلسة عندما سجل 112.61 دولار وهو أضعف سعر منذ الثاني من سبتمبر. وكانت عقود برنت قفزت الي أعلى مستوياتها في ستة أشهر فوق 117 دولارًا للبرميل أواخر الشهر الماضي بسبب القلق من أن توجيه ضربة عسكرية تقودها الولاياتالمتحدة إلى سوريا قد يعطل امدادات النفط من الشرق الأوسط. ونزل الخام الأمريكي إلى 108.20 دولار للبرميل قبل أن يتحسن قليلًا إلى 108.50 دولار بانخفاض 1.02 دولار. وكان الخام الأمريكي قد سجل أعلى مستوى له في أكثر من عامين عند 112.24 دولار في أواخر أغسطس. وارتفعت الأسهم الأوروبية أمس، بفعل انحسار التوقعات لعمل عسكري أمريكي ضد سوريا، وبيانات قوية للاقتصاد الصيني. وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.7 بالمائة إلى 1236.49 نقطة، مسجلًا أعلى مستوياته منذ 12 أغسطس. وتعززت الثقة ببيانات صينية تظهر نمو الناتج الصناعي الصيني أكثر من المتوقع في أغسطس، مما يعطي مؤشرًا جديدًا على تسارع الاقتصاد بعد تباطؤ طويل. وقال محلل سوق الأسهم في «بيل هنت» إيان وليامز، «أعتقد أن أخبار سوريا تكفي من أجل.. موجة صعود والبيانات الصينية تبدو منسجمة مع النمط السائد في الفترة الأخيرة.. وهو ما سيدعم المعنويات أيضًا». وأغلقت المؤشرات الرئيسية في البورصة الأمريكية أمس على ارتفاع مع تنامي ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي. وزاد مؤشر داو جونز الصناعي القياسي 140.62 نقطة، أو 1 بالمائة، ليصل إلى 15063.12 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا 16.54 نقطة، أو 1 بالمائة، ليصل إلى 1671.71 نقطة. وأضاف مؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا 46.17 نقطة، أو 1.3 بالمائة، ليصل إلى 3706.18 نقطة.