يعود قطار دوري جميل لكرة القدم لمواصلة انطلاقته القوية بعد توقفه أسبوعا واحدا، لضرورة وطنية.. ويحط رحاله نهاية الأسبوع الجاري في المحطة الثالثة..حيث تعود المطاردات الساخنة..والمعادلات المتشابكة.. والنتائج المتقلبة بمدلولاتها وأبعادها..الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام وقائع المفارقات الرقمية.. وتباين النتائج من مباراة الى اخرى.. فالأرقام والنقاط في الدوري باتت لعبة مسلية مثل الكلمات المتقاطعة تتغيير من أسبوع إلى آخر . الهلال انفرد بالصدارة بفوزين ويلاقي الفيصلي في حرمه.. ويشكل لقاء الفتح والاتحاد (علامة فارقة) في مباريات هذه الجولة كونه الأقوى ثأراً وتحدياً..فالأنظار شاخصة لملعب الإحساء وتنبع شراسة المنافسة من تكافؤ القوى..الفتح يريد تأكيد الجدارة أمام جماهيره..والاتحاد يتطلع لرد الإعتبار والدين بعد خسارته -قبل أقل من شهر- نهائي كأس السوبر السعودي أمام الفتح في مكة..أما بقية مباريات الاسبوع فجميعها قوية وصعبة ومتداخلة تحمل في طياتها الغموض والمفاجآت. فعدم استقرار مستويات غالبية الفرق يضعنا في حيرة وضبابية فيما يتعلق بالتوقع..في ظل مايسمى صحوة (فرقة الدرجة السياحية المخفضة )، وهذا يشعل روح الحماس في الأداء الخططي مهارياً وفكرياً وبدنياً.. ولابد من الاشارة هنا الى أهمية الاعداد النفسي الذي يشكل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق الفوز..فالاتفاق جاهز لاستقبال الشعلة بعد أن نفض عنه الصدمة النفسية إثر الانتكاستين السابقتين.. ومحا ظلال الكآبة.. وأخذ من الخسارتين وقودا لبداية انطلاقة جديدة على أرضه..أما لقاء نجران والتعاون فهو متكافئ..وهناك أربع مباريات ربما الرؤية فيها واضحة هي (الأهلي والعروبة)(الشباب والرائد)(الفيصلي والهلال)(النصر والنهضة)الرؤية واضحة فرضياً ونظرياً وأرجحية الفوز للأهلي والشباب والهلال والنصر..لكن عملياً وواقعياً الامتحان والحسم على أرض الملعب!. ختاما أؤكد وأقول:الكلمات المتقاطعة في دوري جميل لعبة مسلية..إنها ألغاز وفوازير محيرة تتغير من أسبوع الى آخر..ومعها ترتفع آهات الندم..أو بشائر الفرح..والجماهير الرياضية أدركت هذه اللعبة بحلوها ومرها منذ البداية..كم هي رائعة هذه المدورة المعذبة(بكسر الذال)في تنافساتها وتقلباتها وأرقامها التي تصعد وتهبط. العرض .. غير البروفة ..! كما هو الحال في العمل المسرحي تأخذ البروفة شكلا تجريبياً..أنت أخفض صوتك..أنت أرفع رأسك..أنت حرك جسمك هكذا..هذه الحركة غير مناسبة أعيدها.. لنجرب غيرها.. لكن جد الجد يبدأ عندما يبدأ العرض والمحك الحقيقي.. هذا في كرة القدم ايضاً.. فالمنتخب السعودي خسر مباراته الاولى أمام منتخب نيوزيلندا (صفر/1)والمقرر أن يكون خاض مباراة تحديد المركز الثالث أمام منتخب ترينداد أمس والجريدة تحت الطبع في إطار الدورة الدولية الودية لكأس OSN في الرياض..لكن القيادة الرياضية واتحاد اللعبة والجماهير السعودية الواعية تقبلوا النتيجة ولم يحطوا(الحزن في الجرن)كما يقول المثل الشعبي السوري..ولم تتوتر الأعصاب.. بل اعتبر الجميع أن الخسارة تجربة مفيدة وبروفة لإعادة الحسابات من جذورها ووضع الأمور في نصابها الصحيح,, خاصة أنها أول خسارة للأخضر في ظل قيادة المدرب الاسباني خوان رومان لوبيز كارو.. وما حيرني وأدهشني خلو ملعب الملك فهد من الجماهير السعودية العاشقة لمنتخبها..ولعل الحضور النسائي الأول عوض غياب المشجعين . وللأمانة ودون أدنى مجاملة نقول:إن منتخب المملكة لم يكن سيئا وقدم عرضاً مقبولاً في الأداء الجماعي كان ينقصه الأهداف..ولأن نتيجة المباراة لم تكن من أولويات اهتمام لوبيز الذي عمد الى اشراك اكبر عدد من اللاعبين بقصد التجريب.. واللاعبون لم يأبهوا ايضا بالنتيجة لأنها بروفةتحمل الخطأ والصواب.. ولأن المحك الحقيقي عند ملاقاة المنتخب العراقي في 15 اكتوبر المقبل في تصفيات كأس امم اسيا، حينها يبدأ العرض الرسمي الذي سيقلع عين ابليس بإذن الله . [email protected]