عن أبي موسى أن رسول الله قال : ( إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، القاعد فيها خير من القائم ، والماشي فيها خير من الساعي ، فكسروا فيها قسيكم ، وقطعوا فيها أوتاركم ، واضربوا سيوفكم بالحجارة ، فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم ).صحيح أخرجه أحمد . وعن أبي بكرة أن رسول الله قال : إنها ستكون فتن ألا ، ثم تكون فتنة ؛ القاعد فيها خير من الماشي فيها ، والماشي فيها خير من الساعي إليها ، ألا فإذا نزلت ، أو وقعت فمن كان له إبل ؛ فليلحق بإبله ، ومن كانت له غنم ، فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض ، فليلحق بأرضه ، قال : فقال رجل : يا رسول الله! أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض ؟ قال : يعمد إلى سيفه ، فيدق على حده بحجر ، ثم لينج إن استطاع النجاء ، اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت. صحيح أخرجه مسلم. وعن خالد بن عرفطة أن رسول الله قال : (يا خالد إنها ستكون أحداث ، وفتنة ، وفرقة ، واختلاف ، فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل).صحيح أخرجه الحاكم. وعن محمد بن مسلمة أن رسول الله قال : (إنها ستكون فتنة وفرقة واختلاف ، فإذا كان كذلك فات بسيفك أحدا ، فاضربه حتى ينقطع ، ثم اجلس في بيتك ، حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية). صحيح أخرجه ابن ماجة . وعن أبي موسى أن رسول الله قال : (سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته).صحيح أخرجه الديلمي. وعن معقل بن يسار أن رسول الله قال : (عبادة في الهرج أو الفتنة كهجرة إلي) .صحيح أخرجه مسلم. هدي النبوة في الفتن التباعد عنها واجتنابها والحذر منها وعدم استشرافها وإلقاء السلاح فيها والكف عن القتال ولزوم البيوت والاشتغال بالعبادة والفرار بالدين عن مواقع الفتن والسعي بالإصلاح بين المسلمين وعن أبي ذر أن رسول الله قال : ( يا أبا ذر قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك قال : كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف - يعني القبر - قلت : الله ورسوله اعلم - أو قال ما خار الله لي ورسوله قال : عليك بالصبر أو قال : تصبر ثم قال لي : يا أبا ذر قلت : لبيك وسعديك قال : كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم ؟ قلت : ما خار الله لي ورسوله قال : عليك بمن أنت منه قلت : يا رسول الله أفلا آخذ سيفي واضعه على عاتقي قال : شاركت القوم إذن قلت : فما تأمرني ؟ قال : تلزم بيتك قلت : فان دخل علي بيتي ؟ قال : فان خشيت أن يبهرك شعاع السيف فالق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه ) صحيح أخرجه أحمد وغيره . وعن معاوية قال سمعت رسول الله يقول : ( لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة ). إن المراد بهذه الفتن هو ما يكون بين المسلمين من القتال بغيا وعدوانا ، أو التنازع على أمور الدنيا ، دون أن يتبين أي الفريقين المحق . وهدي النبوة في الفتن التباعد عنها واجتنابها والحذر منها وعدم استشرافها وإلقاء السلاح فيها والكف عن القتال ولزوم البيوت والاشتغال بالعبادة والفرار بالدين عن مواقع الفتن والسعي بالإصلاح بين المسلمين عملا بقوله تعالى : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين).