إذا كان إقرار نظام الحماية من الإيذاء، الذي أقرّ قبل أيام، بمثابة مظلة لرصد حالات الإيذاء والعنف الاجتماعي في المملكة، إلا أنه أيضاً يأتي كوسيلة لعلاج ظاهرة يجب الوقوف عندها كثيراً، بعد تصاعد أرقامها وحالاتها في السنوات الأخيرة، وآخرها حالة المقيم العربي الذي نحر أطفاله الأربعة وزوجته في شرورة، في حادثة هزت المجتمع السعودي. إضافة لحالات سابقة تعددت وشملت أطفالاً ونساء. ربما كانت لجان الحماية ال 17 الموزعة على المناطق الإدارية في المملكة والبالغ عددها 13 تجد نفسها، أمام منظومة جديدة تستوجب الصرامة في المعاقبة والجزاء، والتي كما تنص عليها المادة 19 من النظام وتعاقب المعتدي، بسجنه مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة، إضافة إلى تغريمه ماليا مالا يقل عن 5000 ريال، ولايزيد على 50000، ويمكن أن يعاقب بأحدهما أو كليهما، كما يمكن للمحكمة أيضا إصدار عقوبات بديلة. ومع أن إحصائيات الإدارة العامة للحماية الاجتماعية، كشفت أن العام الماضي شهد 1049 حالة عنف أسري منها 931 لإناث و118 لذكور، وجاءت 392 حالة بالرياض تليها عسير 157 ثم مكةالمكرمة 106، و70 بجدة 70، و62 بالطائف، إلا أن هذه الأرقام لا تدل على ارتفاع وتيرة العنف في البلاد. إن إحصائيات الإدارة العامة للحماية الاجتماعية، كشفت أن العام الماضي شهد 1049 حالة عنف أسري منها 931 لإناث و118 لذكور، وجاءت 392 حالة بالرياض تليها عسير 157 ثم مكةالمكرمة 106، و70 بجدة 70، و62 بالطائف، إلا أن هذه الأرقام لا تدل على ارتفاع وتيرة العنف في البلاد. في محاضرته قبل عامين تقريباً، تحدث الدكتور عبدالله بن سعد الجاسر، عن «مشكلة العنف في المجتمع السعودي».. عن أنماط العنف، سواء كان جسدياً أو لفظياً أو اجتماعياً، أو نفسياً أو صحياً أو اقتصادياً. الدكتور الجاسر، استعرض بعض الإحصاءات الدالة على الجرائم والعنف في المجتمعات العربية وغير العربية ، فقال : إن 80% من جرائم العنف في الأردن لم يبلغ عنها ، 52% في تونس ، وفي فرنسا 51% ، وفي فلسطين 52% ، وفي مصر 33% ، ومن سنة 1420/1424ه بلّغ عن 1563 حادثة عنف في المملكة العربية السعودية ، وفي عام 1424ه بلغت وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية عن ( 410 ) حالات من العنف ، ومن البيانات التفصيلية في أنماط العنف في المملكة، جاء العنف الجسدي في المقدمة، وأكثره الضرب باليد، والذي احتل 74 بالمائة، ثم الضرب بالعقال 48 بالمائة، والشد من الشعر 52 بالمائة. أما العنف اللفظي، فاحتل التوبيخ الشديد المقدمة ب83 بالمائة، تلاه الاستهزاء 73 بالمائة ثم السب والشتم ب 70 بالمائة. اضافة للتهديد بالطلاق ب 57 بالمائة، والسب على الملأ (50 بالمائة). أما احصائيات العنف الاجتماعي وفق الجاسر فشملت عقد زواج بالإكراه ودون مبررات كافية (48 بالمائة) وإعاقة القريبات عن العمل (48 بالمائة) وتعليق الزوجة دون طلاق أو إمساك (51 بالمائة) ومنع الزوجة من رؤية أبنائها (57 بالمائة) وفيما يتعلق بالعنف النفسي، جاء حرمان الزوجة من رؤية أبنائها في المقدمة (57 بالمائة) ثم هجر الزوجة (52 بالمائة) فترويع أفراد الأسرة (43 بالمائة) وأخيراً احتقار الزوج لأهل زوجته ب39 بالمائة. وحسب أشكال العنف حسب المناطق على امتداد المملكة، جاء عنف الأزواج ضد الزوجات ب70 بالمائة، تلاه عنف الآباء ضد الأبناء (42 بالمائة) ثم الحموات ضد زوجات الأبناء (51 بالمائة).