لله ما أخذ ولله ما أعطى وسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وهو الرحمن الرحيم ... الموت حق ومؤمنون بقضاء الله وقدره .. ونحمد الله على ما أعطانا من خير وما ابتلانا وامتحننا به من مصائب ولا يحمد على مكروه سواه .. في ظهر يوم الثلاثاء الماضي فارقت أمي الحياه وودعتها بكل هدوء وطمأنينة لم يتعبها ملك الموت حين اختارها ولم تنازع كثيرا وهذا بفضل من الله ورحمته .. عانت كثيرا من الامراض كغيرها من كبار السن وخاصة ممن تعدوا الثمانين او التسعين عاما ولكنها – بفضل الله ورعايته - بقيت متماسكة وواعية تقوم بخدمتها بنفسها بالرغم من ان من حولها يتمنون خدمتها والقيام بشؤونها باشارة منها... لقد كانت صبورة ومؤمنة بقضاء الله وقدره وتحمد الله سبحانه في كل وقت على ما قدره لها وتشكره على ان حالها وصحتها افضل من غيرها ... لقد كانت تصبر على الآلام وتظهر امامنا قوتها وأن الله سبحانه يعلم بحالها وانه كفيل برعايتها وشفائها... كانت تردد قولها (الحمد لله على كل حال) وكانت تشعر بالأمل في الله انه سيخفف آلامها ويشفيها من امراضها وانها ستكون قوية العزيمة وقوية الذاكرة في زمن لم تعد فيه الذاكرة قوية حتى عند الشباب الاقوياء... رحلت عن الدنيا وهي راضية مرضية ... راضية عن اولادها وبناتها واحفادها واقربائها جميعا .. لم يقصر احد في خدمتها وزيارتها والسؤال عنها ليلا أو نهارا ... الجميع كانوا يفرحون بها وهي متفائلة ومبتسمة ويتكدرون وهي متشائمة متألمة كما هو حال الناس جميعا يمرون على مطبات التفاؤل والتشاؤم بلا اختيار وبين الفرح والأمل والسعادة من جهة وبين الألم والحزن والكآبة من جهة أخرى ... تركت أمي الدنيا وكلنا أمل في الله سبحانه وتعالى أن يكلأها برحمته وعفوه ورضوانه وأن يدخلها جنة الفردوس الأعلى وان يرزق كل احبابها الصبر والسلوان وان يعينهم على فقدهم الغالي انه سميع مجيب ... فاللهم يا رحمن ويا منان ارحم امي رحمة واسعة واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من ذنوبها والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ... اللهم قها عذاب النار وعذاب القبر وزد في حسناتها وامح سيئاتها وتجاوز عنها واكرم نزلها واكرم مثواها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة ووسع مدخلها ... اللهم ادخلها جناتك جنات الفردوس الأعلى مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين ... واجمعنا بها في جنات النعيم انك على ما تشاء قدير ... آآآآآآمين يا رب العالمين ... [email protected]