نستضيف في هذه المساحة حارسًا نموذجيًا وصل لصفوف المنتخب السعودي بمستواه الجيد وبراعته في حراسته لمرمى فريقه الفتح، فلم يكن للصدفة موطئ قدم في وصوله للأخضر، ولم يرشّحه أحد لتمثيل الوطن، إنما هو من الحرّاس القلائل الذين شهد لهم جميع الرياضيين في المملكة بمختلف ميولهم الرياضية بأنه الأبرز والأفضل بين زملائه من الحرّاس في دوري المحترفين لكرة القدم السعودي، إنه "عبدالله العويشير" حارس مرمى فريق الفتح والمتوج امس الاول بكأس السوبر امام الاتحاد والذي فتح قلبه ل (الميدان) في حوار كشف فيه الكثير عن البداية النارية للنموذجي في هذا الموسم. بداية نبارك لكم هذا الإنجاز المستحق والذي توجتم به عن جدارة واستحقاق؟ الله يبارك فيكم وأنا سعيد بأن أجري هذا الحوار مع (الميدان) وبين يديّ أول كأس للسوبر السعودي ونحن في طريقنا للفندق بمكة. صف لنا شعورك بهذا الإنجاز الجديد؟ أولاً الحمد لله والشكر له على ما وهبنا إياه من نعم، فبفضل الله ثم بدعاء الوالدين تحقق لنا ما كنّا نطمح إليه وهو الفوز بكأس السوبر السعودي بنسخته الأولى، فشعوري لا يوصف بتحقيق هذه البطولة الغالية علينا كفتحاويين لأننا أصبحنا أول أبطال لها، واستطعنا بالفوز أمام أكثر من ثلاثين ألف مشجّع اتحادي وفي مكة المكرّمة أطهر البقاع على الأرض، فكان ظننا بالله كبيرا ووفقنا بهذه الكأس الغالية، وهذا الفوز هو البداية وأهديه للوالد والوالدة أطال الله أعمارهما. هل أصابك شعور بالخوف من هذه المباراة؟ بالعكس لا يوجد في قاموس عبدالله العويشير أي معنى لكلمة خوف، فقد تعوّدت على الجماهير الغفيرة وبالأخص عندما تشجّع فرقها، فسبق لي أن لعبت في مباريات والجمهور عن بكرة أبيه فتحاوي وكذلك العكس، لكن في مباراة السوبر أمام الاتحاد شعرت وكأنني ألعب أمام جمهور الفتح حيث كانت تأتيني كلمات التحايا والترحيب من الجمهور الاتحادي وبعضهم التقط معيّ الصور، وفي نهاية المباراة قاموا بالتصفيق ليّ ولجميع لاعبي الفتح فهم جمهور ذواق يعشق اللعب الجميل. المدرب فتحي الجبال أثنى على أدائك كثيرًا بعد عودتك من الإصابة، فماذا يعني لك ذلك؟ الكابتن فتحي الجبال كان ينتظر منّي أن أعود لمستواي السابق وخصوصًا عندما تعرضت لإصابة قوية في الموسم الماضي، لكن بمساعدة طبيب النادي الأخ وليد ومدرب الحراس الكابتن كمال بن حاجة الذي هيأني نفسيًا قبل أن يهيئني لياقيًا، فأنا في بداية المشوار وسأعود بإذن الله لمستواي بشكل تصاعدي وربما أفضل من السابق. ماذا قالت لك إدارة النادي قبل مباراة السوبر؟ بصراحة كانت إدارة نادي الفتح متفائلة بشكل كبير من وجودي في هذه المباراة ولا أنقص من بقية زملائي الحراس الذين تضع إدارة الفتح ثقتها فيهم أيضًا، لكن بحكم أنني أكثر خبرة منهم كان هذا السوبر من نصيبي حيث تحدثت مع مسئولي النادي وشجّعوني بقولهم: "أنت قادر بعد توفيق الله أن تصل بالفريق للكأس"، كما أنني تلقيت الكثير من كلمات التحفيز أيضًا من زملائي اللاعبين ومن الطاقمين الفني والإداري للفريق وهذا ما ساعدني لأظهر بهذا المستوى. هل تتوقع عودتك لتمثيل المنتخب السعودي من جديد بعد هذا المستوى الكبير الذي تقدّمه؟ بإذن الله سأعود للمنتخب السعودي، فنحن في الفتح نلعب كمجموعة كبيرة بروح واحدة فالكل يساعد الآخر فبتعاون الجميع في الفريق سيكون ليّ نصيب في تمثيل المنتخب إن شاء الله. حدثنا عن أصعب لحظة في مباراة السوبر السعودي. أصعب لحظة أتت بعد تسجيل فريق الاتحاد هدف التعادل الثاني والذي جاء في آخر دقيقة من الشوط الثاني فتأثرت أنا وبقية زملائي اللاعبين نفسيًا حيث كنّا قاب قوسين من تحقيق اللقب، وبعد صافرة الحكم تكلمت مع زملائي اللاعبين وأنه علينا نسيان الشوطين الأصليين والتفكير في الأشواط الإضافية فعادت الروح للفريق ولله الحمد. ما أخطر هجمة تعرّضت لها؟ الضربة الحرّة المباشرة لفريق الاتحاد والتي تعدّت فيها الكرة الحائط، فقد وقفت في المرمى دون أن أحرّك ساكنًا لأنني لم أستطع مشاهدة الكرة حتى ارتطمت الكرة في صدري ويديّ واستطعت في إبعادها عن مرمانا. هل واجهت صعوبة في مقابلة هجوم الاتحاد. لا أخفيك قولاً فقد واجهت مهاجمين أقوياء ومهاريين، وعانيت كثيرًا من خطورة مهاجمي الاتحاد، لكن كلما زادت معاناتي منهم زاد تركيزي في حماية المرمى. حدثت في المباراة بعض الأخطاء التحكيمية ضد الفتح هل توافقني في ذلك؟ أترك الحكم فيها لأهل الاختصاص، حيث قال تعالى: "عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم"، فقد كنّا الأفضل في أغلب فترات هذه المباراة، وربما تلك الظروف التي صاحبت المباراة -حسب قولك- هي ما ساهمت في فوز الفتح بهذه البطولة الغالية بعد توفيق الله، حيث لعبنا مع أشقائنا في فريق الاتحاد أشواطًا إضافية ووضح على لاعبي الاتحاد التعب والإرهاق بعكس لاعبي الفتح، بالإضافة للطرد الذي حصل على محمد قاسم لاعب فريق الاتحاد كل ذلك أعطانا شعورًا بأن كأس البطولة فتحاوي. لمن يعود الفضل في مستوى التجانس الكبير بين لاعبي الفتح؟ الفضل أولاً وأخيرًا يعود لله سبحانه وتعالى، فقد أقمنا معسكرًا تدريبيًا خارج المملكة لمدة شهر ونصف تقريبًا، قضينا هذه الفترة في غربة عن الأهل والوطن، بالإضافة لكوننا لم نحصل على فترة راحة بعد فوزنا بكأس دوري زين في الموسم الماضي سوى 26 يومًا، وكل هذا التعب والعناء يهون من أجل تحقيق شيء جميل للفتح، وما تحقق لنا في مباراة السوبر أكبر دليل على نجاح المعسكرات جميعها. هل بطولة السوبر هي كل طموح الفتحاويين؟ لا طبعًا، فهذه هي بداية الخير وأمامنا عدّة بطولات سنلعب على تحقيقها جميعًا إن وفّقنا الله لذلك، وما بطولة السوبر إلا محفّز لنا لتقديم كل ما لدينا في الدوري لأننا سندخل بشخصية البطل. لكن هذا الأمر سيجعل الجميع يلعب أمام الفتح مباراة كؤوس؟ نحن من سيلعب جميع مبارياته على أنها مباريات كؤوس سواء مع الفرق القوية أو غيرها، فقد تدربنا في الفترة الماضية على هذا الأمر، ومنذ تحقيقنا لدوري زين السعودي للمحترفين في الموسم الماضي وضعنا في الحسبان أن جميع الفرق تريد أن تفوز على البطل لكونه بطلا، لكنها في نفس الوقت ستضع للفتح ألف حساب، ونحن مستعدّون لذلك. ماذا تقول لجمهور الفتح الذي آزركم وشجّعكم في ملعب الشرائع؟ جميع كلمات الشكر تعجز عن الوفاء ولو بجزء بسيط من حقهم، فقد تحمّلوا عناء السفر والمسافة البعيدة برًا من أجل تشجيع فريقهم الفتح، فقد كان الجمهور الفتحاوي الوقود الحقيقي لنا كلاعبين، فكنّا نخشى أن يعود هذا الجمهور للأحساء حزينًا، ولكن الحمد لله، حققنا لهم ما يصبون إليه، فهم لم يخسروا شيئًا لأنهم كسبوا قبل هذا اللقاء أغلى شيء وهي العمرة في بيت الله الحرام ونقول لهم: "عمرة مقبولة بإذن الله". من أول من هنأك بهذا الفوز؟ أول تهنئة جاءتني من أمي حفظها الله فقد باركت ليّ بالفوز، ثم بعدها مباشرة أبي حفظه الله فهما أكبر وأغلى ما أملكه في حياتي ويستاهلون الفرح والفوز. ما الشخص الذي تقدّم له هذا اللقب هدية مع أنه لم يحضر المباراة؟ أهدي هذا الفوز ل (محمد) ابن أخي فهو كان أكثر المتفائلين في عودتي بالكأس، أيضًا أهديه لجميع أهلي وأقاربي وأصدقائي وكل محبّ لعبدالله العويشير. كلمة أخيرة. أشكرك انت اولا على هذا الحوار الذي جاء في وقت الفرح والانتصار، كما أشكر الميدان على هذه الاستضافة، فقد تعودنا على وقوفها مع نادي الفتح في مختلف ألعابه وأنشطته.