التدخين مشكلة عالمية، تتوحد الجهود الحكومية والأهلية لمواجهتها، نظراً للأضرار الرهيبة التي ينتج عنها آلاف الوفيات سنوياً، حيث إن هذه الآفة تهدد حياة مليار شخص بالعالم في القرن ال «21» بينما تحاول شركات التبغ العالمية إفشال سياسات منع التدخين وتضليل المستهلكين، ووفق تقرير نشرته مؤسسة الرئة العالمية الذي صدر بمناسبة مرور عشرة أعوام على إصدار أول «أطلس للتبغ» إلا أن التبغ قد تسبب في وفاة 50 مليون شخص في السنوات العشر الماضية، وأنه مسؤول عن 15، بالمائة من حالات الوفاة عند الرجال و 7 بالمائة عند السيدات، فقد جاءت الصين في المرتبة الأولى حيث يتسبب التدخين في مصرع 1.2 مليون شخص سنوياً، ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 3.5 مليون بحلول عام 2030، والمملكة التي تحتل المركز الرابع عالمياً مقارنة بعدد السكان في أعداد المدخنين، عبر إنفاق ما يزيد على 12 مليار ريال كل عام على الدخان، حيث تحاول السلطات الرسمية بشتى السبل وقف النزيف البشري الذي يهدد حياة الأجيال، حيث نخسر سنوياً قرابة 22 ألف شخص بمعدل 62 شخصاً يومياً يدفعون حياتهم ثمناً لسيجارة بائسة، وفق تقرير سبق أن نشرته (اليوم) قبل قرابة ثلاثة أشهر، لذا، بدأت الجهود الخيرية في المملكة الدخول على خط المواجهة، حيث انتشرت عيادات طبية تابعة لجمعية «كفى» الخيرية لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين وعلاج المصابين بأمراض مرتبطة بالتدخين لتجوب المدن وتقديم خدماتها في نفس الصدد، وقد دشنت وزارة الصحة قبل أيام، أول عيادة متنقلة لمكافحة التدخين بمدينة جدة، في إطار جهودها المبذولة للحد من انتشار التدخين ومكافحته، وتوفر العيادة مجموعة متكاملة من الخدمات التوعوية والاستشارات الطبية والخدمات العلاجية التي تقدم مجاناً للمدخنين بعد تزايد المخاطر والتحذيرات التي تستدعي دق نواقيس الخطر، خاصة بعد تقارير منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن هناك ستة ملايين مدخن في المملكة، يتوقع أن يصل عددهم إلى 10 ملايين مدخن عام 2020. بعد تزايد المخاطر والتحذيرات التي تستدعي دق نواقيس الخطر، خاصة بعد تقارير منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن هناك ستة ملايين مدخن في المملكة، يتوقع أن يصل عددهم إلى 10 ملايين مدخن عام 2020. وفي دراسة ميدانية عن عوامل التدخين وآثاره وأبعاده الإنسانية التي أعدها الباحث سلمان بن محمد العُمري، وضمها في كتاب بعنوان: (ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي) تبدو الحاجة لضرورة تنظيم برامج مدرسية بوجه خاص لتوعية الآباء وأولياء الأمور بأضرار التدخين وأهمية متابعة أولادهم ومراقبتهم كإجراء وقائي للحيلولة دون انجرافهم في هذه العادة، وشددت على ضرورة تنظيم حملة وطنية شاملة للوقاية ومكافحة ظاهرة التدخين تشمل جميع منابع هذه العادة تشترك فيها جميع الوزارات التي لها علاقة بهذا الأمر، بحيث تشمل هذه الحملة رفع أسعار السجائر ومتطلبات التدخين، وعلاج المدخنين، والتركيز على الجانب الوقائي من تنظيم محاضرات وندوات في النوادي ووسائل الإعلام المختلفة التي تبين مضار التدخين على مختلف المستويات. كما طالبت الدراسة بإجراء دراسة شاملة عن ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي تشمل الإناث، إضافة إلى الذكور في مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية. إلى جانب ذلك دعت إلى ضرورة تنظيم برامج للمساعدة في الإقلاع عن التدخين وذلك من خلال تنظيم معارض للتوعية بأضرار التدخين، وإصدار الكتيبات والنشرات، والملصقات، إضافة إلى إنشاء عيادات خاصة بإشراف وزارة الصحة في المواقع التي تسودها هذه الظاهرة على نطاق واسع، حيث تبين أن غالبية المبحوثين ونسبتهم 63.96 بالمائة لديهم الرغبة في الإقلاع عن التدخين. ووفق عثمان راضي مدير جمعية «كفى» بجدة، فإن العيادات المتنقلة تتولى توعية الزائر بمخاطر التدخين وآثاره على المدى الطويل. كما يستخدم المتخصصون في العلاج بعيادات الجمعية أجهزة خاصة تصدر ذبذبات لمساعدة المدخن في التغلب على أعراض الانسحاب بعد الإقلاع.