ما إن قرب دخول الشهر الكريم، حتى انتعشت حالة وسائل التواصل الاجتماعي كما تنتعش الأسواق قبيل أيام العيد، فبعد هبوط سهم صفحات التواصل الاجتماعي على الفيس بوك عاد ليتربع على العرش من جديد فأصبحت التهاني والتبريكات والإشاعات والضحكات بعد أن نسيها أكثر مستخدمي هذه الوسائل لاعتمادهم واكتفائهم على ربط موقع التغريد العالمي (تويتر) بال(فيسبوك) فيصبح تواجدهم بين الاثنين في آن واحد. ومن خيرات رمضان أيضًا أن زادت حدة التصوير على وجبتي الإفطار والسحور وقد قارع بعض الذكور الإناث في هذه المهمة، فأصبحت صفحاتهم الانستغرامية مسرحًا يوميًا (لجرائم) القضاء على الإفطار والتخمة المصاحبة. «وما زال رمضان ذلك الضيف ثقيل الكرم خفيف الاستضافة يزين أيام وليالي العشاق الباحثين عن النورانية والإيمان والطمأنينة فيجد المرء على أداء الصلوات الواجبة والمستحبة والنافلة والإكثار من قراءة القرآن الكريم والمشاركة في حلقات الذكر في المساجد». وما زال رمضان ذلك الضيف ثقيل الكرم خفيف الاستضافة يزين أيام وليالي العشاق الباحثين عن النورانية والإيمان والطمأنينة فيجد المرء على أداء الصلوات الواجبة والمستحبة والنافلة والإكثار من قراءة القرآن الكريم والمشاركة في حلقات الذكر في المساجد حتى يوم النصف من رمضان والذي اعتاد أهالي الخليج العربي على الاحتفال به تحت مسمى (القرقيعان). وتختلف مسميات هذا اليوم البهيج فالبعض يطلق عليه قرنقعوه وآخرون يلقون عليه قريقشون وكذلك القرقاعون والقرنفشوه وهذه التسميات في دول الخليج فقط، كما يصادف هذا الاحتفال احتفال مشابه في مصر وبعض دول المغرب العربي والسودان تحت مسمى (المولد). وتتركز طقوس هذا الاحتفال المخصص للأطفال على إلباسهم اللباس الشعبي للمنطقة التي ينتمون إليها ويدورون بين منازل الأقرباء والجيران يرددون أهازيج على ضوئها يحصلون على بعض الحلوى والملبس والمقرمشات والهدايا البسيطة مما يدخل السرور والبهجة على قلوب الأطفال. وقد اكتظت وسائل التواصل الاجتماعي بصور حية من هذه المناسبة والعادة السنوية التي دأب عليها أهل الخليج العربي وأذكر مصادفتي لأحدى الأمهات في حاضرة الدمام تلف مع ابنها الصغير في حارتهم وتعلمه بعض الأهازيج القديمة والتي أفاضت من الذكريات ما لا تسعه مواقع التواصل الاجتماعي. ونسأل الله قبول الصيام والقيام بأحسن القبول إنه سميع مجيب الدعاء.