كان العرب يستحبُّون أن يتمثَّلوا بأبيات امرؤ القيس عند الفتن، حيث يقول: الحرب أول ما تكون فتيَّة تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامها ولَّت عجوزاً غير ذات حليل شمطاء يُنكر لونها و تغيَّرت مكروهة للشمِّ و التقبيل نحن في زمن كثر فيه الهرج والمرج وكثر فيه القيل والقال وكثر من يفتي بغير علم وكثر من يزين للناس الباطل ليبدو حقاً، انه حقاً زمنٌ عجيب ، زمن يجعل الحليم حيران . انه عصر الفتن فالدول من حولنا تشتعل وتعصف بها الفتن ونحن بحمد الله ننعم بالأمن الوفير ومن حسن المقام أن نحذر منها فو الله الذي لا اله الا هو اننا لسنا بمعصومين من الفتن وأمر الله جار على من يعصي الله جل جلاله ولا يمتثل لهدي نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. دعونا نقرأ الحديث الشريف الذي روي عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في غزوة الاحزاب : «من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم، ثم يرجع، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة»؟ لقد روي عن هذا الصحابي الجليل انه قال : (كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا هذا هو منهاج اهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح في كل مكان و زمان وهو ان نلزم جماعة المسلمين وامامهم . لكن اليوم نرى ان الاعلام الجديد بقنواته المتعددة من فضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وعالم الكتروني يتواصل فيه الناس على مدار الساعة بلا رقيب وبلا حسيب ، نرى هذا الاعلام قد بدأ يشوش على أبنائنا ويخلط الغث بالسمين الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟! قال: «نعم»، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟! قال: «نعم، وفيه دخن!»، قلت: وما دخنه؟! قال: «قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر!»، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟! قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها»، قلت: يا رسول الله! صفهم لنا قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا»، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم» قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟! قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها! ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»). و لنتدبر كذلك هذا الحديث الآخر فعن جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدَّث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحاً، عندكم من الله فيه برهان. وهذا ابلغ مثل يضربه لنا امامنا احمد بن حنبل لما ابتُلي وسُجن وضُرب فإنه لم يخرج على الحاكم ولم يُألب الناس عليه ولم يأمرهم بما يدعو او يشير ضمنيا بالخروج على الامام بل كان يتبع السنة الشريفة ويردد حديث الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم : « من كره من اميره شيئاً فليصبر، فإنه من خرج عن السلطان شبراً مات ميتة جاهلية» وفي رواية اخرى « فمن فارق الجماعة شبراً فمات ، مات ميتة الجاهلية». هذا هو منهاج اهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح في كل مكان و زمان وهو ان نلزم جماعة المسلمين وامامهم . لكن اليوم نرى ان الاعلام الجديد بقنواته المتعددة من فضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وعالم الكتروني يتواصل فيه الناس على مدار الساعة بلا رقيب وبلا حسيب ، نرى هذا الاعلام قد بدأ يشوش على أبنائنا ويخلط الغث بالسمين واصبح مرتعاً خصباً لأصحاب الأهواء الزائغة وملاذاً لذوي الآراء الشاذة فالحذر الحذر مما يقولون والحذر الحذر مما يروجون واياكم ان تكونوا مطية لأهوائهم واراهم الضالة فلا تنقلوا ما ينشرون ويروجون. لماذا نجد من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا يلمزون ويهمزون علماءنا؟؟ لماذا نجد من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا من يتناقل وينشر هذا الهمز و اللمز على مواقع التواصل الاجتماعي؟؟ لماذا نجد الكثير منا يلوذ بالصمت ولا ينكر ما يتناقله البعض عن علمائنا؟؟ هل هذا هو منهج سلفنا؟؟ ينبغي ان ننكر كل ماهو مخالف لمنهجنا ونبدأ بأبنائنا ومن هم حولنا ونحذرهم من الالتفات او نقل أي شيء من شأنه المساس بعلمائنا فالنار من مستصغر الشرر والله أسأل ان يحفظ بلادنا من الفتن ماظهر منها وما بطن. تويتر - @IssamAlkhursany