توقفت بنا على أرض مطار الرياض إحدى طائرات شركة ( ناس) للطيران وبالكاد هدأ صوت المحرك على المدرج حتى بدأ الناس في المقاعد الأمامية يتلفتون ويتمتمون بعد أن انتشرت رائحة الدخان من سيجارة ما لم يعرف مصدرها وتوقعت أن ينشب الخلاف وترتفع الأصوات في وجه من تجرأ واشعل سيجارته قبل أن توقف محركات الطائرة تماماً وبخاصة أن الطائرة وقفت بعيداً ومازالت بانتظار أوامر التوجه إلى إحدى البوابات . ولكن لم أسمع أي احتجاج !! وبعد قليل ومع ازدياد انتشار الرائحة فطن الركاب في مقدمة الطائرة وأنا من ضمنهم أن مصدر الرائحة هو كابينة الطيار ومساعده !! نعم إنه الطيار وهذا ما أكدته المضيفة لإحدى الأخوات عندما تساءلت أمامها أهو الطيار ؟ فقالت على استحياء نعم . أي جرأة هذه جعلت الطيار يقدم على هذا التصرف الممنوع ؟ والذي لا يجرؤ عليه غيره من الركاب حتى في الرحلات الطويلة التي تمتد لساعات . ولماذا لم ينجح في منع نفسه عن اشعال السيجارة بهذه الطريقة التي أساءت له وللركاب وللشركة فقد سمعت إحداهن تقول للمضيفة أبلغيه بأني سأتقدم بشكوى ضده لإدارة الشركة . دخل إلى الطائرة شاب تبدو عليه علامات التهذيب وكان رقم مقعده مجاوراً لمقعد تجلس عليه فتاه ليست بالصغيرة فهي تبدو في الثلاثينات من عمرها ومع هذا رفضت أن يجلس معها وكأنها قد اشترت المقاعد المجاورة لها علماً بأن المقعد الذي بينهما كان فارغاً !! فاحتار الشاب في أمره وكان محرجاً لا تسمع صوته من شدة الحياء فأخذوه إلى الخلف ثم أعادوه الى الأمام في مكان آخر ومع الشركة نفسها عدنا من الرياض وكنا قد حجزنا مقاعدنا في وقت مبكر ودفعنا ثمنها لأنها مقاعد أمامية بسعر يزيد عن ضعف المقاعد الخلفية وليس لتلك المقاعد الأمامية أي ميزة أخرى غير تقدمها فقط ومع ذلك وجدنا أن موظف الشركة في المطار يخصص لنا مقاعد في الربع الأخير من الطائرة ولكننا التزمنا الصمت في البداية فلعل الطائرة تكون مقسمة ومرقمة بطريقة لم نعهدها من قبل ولكن عندما صعدنا إلى الطائرة اكتشفنا أن الحجز المبكر ودفع المزيد من المال للحجز لم يفدنا بشيء فالمقاعد التي خصصت لنا ليست لنا وهناك من أجلسوا على مقاعدنا دون أن يدفعوا الزيادة المطلوبة فقامت إحدانا وظلت تطلب تعديل الحال بتغيير المقاعد أو استرداد الزيادة ولكنهم رفضوا بلا حجة مقنعة ولكنها ظلت تحاججهم إلى ما قبل تحرك الطائرة بقليل حتى انصاعوا أخيراً واستبدلت المقاعد . وكان كلا الموقفين في رحلة الذهاب والإياب يشيران إلى استخاف شديد من إدارة الشركة وموظفيها بالركاب . فالكابتن يدخن في كابينته قبل أن تتوقف الطائرة تماماً والموظف في المطار يقدم بطاقات صعود خاطئة بطريقة متعمدة !! ولا أعرف سبباً لتلك التصرفات سوى أنه سوء إدارة واستغلال لحاجة الناس ولا ننسى أن لطيران ناس تاريخا لا يستهان به في تأخر مواعيد اقلاع طائراتها وهو تأخير يمتد لساعات طويلة . وقد اضطر الناس في كثير من المرات لأن يلجأوا لها لحاجتهم الماسة للسفر جواً في ظل عدم الاكتفاء بطيران السعودية . وما زلنا بانتظار بدء تشغيل الطيران الداخلي لشركات أخرى منافسة وملتزمة بخدمة ركابها كما يجب أن تكون الخدمة التي يتمناها أي مسافر . وأثناء ذلك كله دخل إلى الطائرة شاب تبدو عليه علامات التهذيب وكان رقم مقعده مجاوراً لمقعد تجلس عليه فتاه ليست بالصغيرة فهي تبدو في الثلاثينات من عمرها ومع هذا رفضت أن يجلس معها وكأنها قد اشترت المقاعد المجاورة لها علماً بأن المقعد الذي بينهما كان فارغاً !! فاحتار الشاب في أمره وكان محرجاً لا تسمع صوته من شدة الحياء فأخذوه إلى الخلف ثم أعادوه الى الأمام في مكان آخر وجلست هي في مقعدها وبجوارها مقعدان فارغان !! ولكن ماذا لو كانت الطائرة ممتلئة هل ستجرؤ على الرفض أم سترضخ للأمر وهي تعلم أنها تركب طائرة وليست سيارة أجرة خاصة لها !! لا أدري إلى متى نجعل من مقاعد النساء في الطائرة قضية وكأنهن في خلوة مع من يجاورهن في المقعد في رحلة لا تزيد عن ساعة واحدة أو ساعتين !!